ما قل ودل

الجزائر كان بإمكانها احتلال فرنسا و لم تفعل…معظم أسماء المدن الفرنسية أصلها جزائري

شارك المقال

أصبح التاريخ و التأريخ للأحداث و الأماكن في الوقت الراهن العمود الفقري للأبحاث العلمية لدى الأمم, حيث بات هذا النوع من العلوم يكشف الحقائق التي يراد التسّتر عنها و كذا أحقّية امتلاك الشعوب للرقع الجغرافية التي يتم تسميتها بغير مسمياتها.

و لعل الصراع بشأن التاريخ الذي دار مؤخرا بين رئيس حزب فرنسي يميني متطرف و بين مسؤولو الولايات المتحدة حول أحقية استرجاع فرنسا لتمثال الحرية التي أهدته لأمريكا, و مطالبة هذه الأخيرة الفرنسيس بالامتنان لتدخلهم من أجل فكهم من أنياب الاستعمار الألماني الهتلري لخير دليل على عودة كل أمة لتاريخها من أجل صيانة ماضيها و حراسة حاضرها و ضمان مستقبلها.

و الحديث عن تاريخ الجزائر الذي سنتطرق له من حين لآخر ذو شجن فأمتنا كانت رائدة بين الأمم, كيف لا و هي من كانت سيدة البحر المتوسط و كان بإمكانها أن تحتل فرنسا لكنها لم تفعل, لأن الجزائريون معروفون منذ عهد بعيد بحفظ الذمم و الوفاء بالعهود, ففي فترات وهن و ذل و هوان مر بها الفرنسيون وجدوا اليد الجزائرية ممدودة لهم, و أمدتهم بالقمح لتفادي المجاعة و أقرضتهم المال لتدّبر أمورهم مراعين في ذلك حسن الجوار و مبادئ الإنسانية.

لكن الفرنسيون ما أن تمكنوا مرة واحدة في فترة عجز مرت بها دولة الجزائر حتى تمكنوا و ردوا الإحسان بالإساءة, و فعلوا ما لم يفعله الجزائريون و عوض رد الجميل أو رد الديون راحوا يستعملون لغة القوة و شنوا حملة استعمارية همجية كان باطنها التجهيل و التفقير و التنصير نكاية في بلد كان و لا يزال خيرا من بلدهم.

و من هذا المقام نذّكر الفرنسيين أنه حتى أسماء مدنهم التي يتشّدقون بها في الوقت الراهن هي ذات أصل جزائري حسب ما صدح به عالم اللسانيات الجزائري “رشيد بن عيسى” الذي أفحم أحفاد الغاليين حين قال بأن مدينة مرسيليا معناها المرسى, و هي اسم أطلقها عليه الفينيقيون القدامى الذي سكنوا الجزائر و تنقلوا عبر البحر المتوسط ,كما أن ذات المدينة إبان دولة الجزائر البحرية أخليت عن بكرة أبيها لكي تكون موقعا جهاديا للأسطولين الجزائري و العثماني من أجل حماية فرنسا من هجمات الإنجليز و الهولنديين, حيث أن العديد من القذائف الجزائرية التي لا تزال محفورة في جدران أسوار قلاع مرسيليا لا تزال تؤرخ لهذا الماضي المجيد.

و يبدو أن الحديث عن أصل تسمية مرسيليا الجزائري يجّرنا أيضا حسب العالم القدير رشيد بن عيسى إلى مدينة كالييه “Calais” المشتقة هي الأخرى من العربية و معناها يكّلي السفينة أي الحفاظ عليها من العواصف.

, و تبقى مدينة لوهافر “le havre” هي ثالث مدينة تدين بتسميتها للبحارة الجزائريين القدامى فبمجرد قراءة ذات التسمية بالمقلوب نهتدي إلى “رفأ” بمعنى رسو السفينة بأمان.

نعم يا سادة فالفرنسيون يدينون للجزائر إضافة إلى تسمية مدنهم و الخيرات التي نهبوها من بلادنا حتى بتحريرهم من الاستعمار النازي خلال الحرب العالمية الثانية, لكنهم قابلوا في تلك الفترة كعادتهم حماية الجزائريين بمجازر 5 ماي 1945, لذا فليس غريب عنهم ما يفعلونه في الوقت الراهن من حماقات و خروجهم عن الأعراف الدبلوماسية فمن شّب على شيئ شاب عليه…مجرد تحليل أرجو أنني وفقت فيه….صح فطوركم.

Share on facebook
Facebook
Share on telegram
Telegram