ينطبق على ما فعله النظام الإنقلابي في مالي بشعبه و نفسه و بتصرفاته الرعناء مع جيرانه حقيقة مقولة العرب أيام زمان “علمته الرماية فلما اشتد ساعده رماني”, لكن مع قلب الشطر الثاني هذه المرة فالرامي رمى نفسه, و بات مسؤولوه يتحّسرون على أيام زمان حينما كان الفرد منهم يدرس في الجامعات الجزائرية و يتنقل و يبيت في غرف إقاماتها دون نسيان عشاءه و فطوره الصباحي و منتصف النهار دون أن يدفع حتى فاتورته الرمزية المقدرة ب 24 دورو أو 140 سنتيم.
فتلك الأيام التي تخرجت منها الإطارات الإفريقية التي تضمر حاليا العداء للجزائر بدون سابق إنذار بحّق تنطبق عليهم ذات المقولة التي عوض أن يحسن مثل هؤلاء لمن آواهم و أظّلهم يوم كانت دول أخرى تدفعه حاليا نحو الهلاك تخجل من استضافتهم حينها, أين كان معظم الأفارقة يدرسون في كلياتنا العسكرية و يتعلمون كيفية إنجاز الخطط و عمليات الكّر و الفّر, لكن يبدو أن بعض الضباع إن أنت أشبعتها استباحت لحمك و شحمك.
فما يثار في بلاطوهات العار المالية حين يتم التهجم على بلادي من قبل أناس يلبسون عباءة محللين دون المستوى و بخطابات وضيعة على حّد تعبير وزير خارجيتنا أحمد عطاف أمر لا يجب السكوت عنه, أو على الأقل تبقى مهمتنا نحن كإعلاميين الرّد على مثل هكذا تصريحات التي تحمل معها رائحة نتنة تأتي من جهات معروفة لا تزال تضمر الشّر لبلد الشهداء, و تستخدم هؤلاء الأراجوزات الذين نسوا مذاق صنيعنا و بادلوه بالغدر و الخيانة.
و إذ نحن نتأسّى مما يجري من نكران للجميل من أناس تقاسمنا معهم الزاد فيما مضى, بقي الآن نركيز تخميننا فيما هو آت, و الترّفع عن رّد الأذى بالأذى و ترك الأيام و التقلبات الجيوسياسية تفعل ما تشاء و كلنا طيب إذا حكم القضاء…مساؤكم سعيد.