الجزء الأخير
نعود مرة أخرى لحلم الوهراني حول الشيفور الذي تحّول بقدرة قادر إلى صحفي تاع السبور, فحبيبنا بدأ يمّل من هذه المهنة خصوصا و أن المحيط بدأ يمرق بيه بكل التفاصيل, فوجب على الشيفور أن يخرج من المجال بأقل الأضرار لذا سمع بطلنا من ورق أنه بإمكانه أن يصنع مجدا جديدا لنفسه عبر اتباع طريق تأسيس جريدة.
و بدأ يتطّقس حول كيفية إنشائها, و مدى الأرباح التي ستجلبها, و ما هي الوثائق التي ينبغي أن تتوفر لكي يصبح الشيفور ديريكتور.
و كم كانت فرحة حبيبنا أن القانون يسمح له و لغيره أن يدخل مجال الإعلام و يصبح أحد أرباب المال, و هنا شّمر على ذراعيه و راح يبحث عن الأوراق التي طلبت منه ورقة ورقة, فمن كاغط الزيادة, إلى كاغط الوسخ المدون فيه فقط المخالفات التي سّلطت عليه عندما كان طاكسيور, و هي التي لم يدفعها حتى توفيت بالتقادم.
لكن مشكلة حبيبنا هي عدم توّفره على شهادة جامعية بحكم أنه عانق فقط الإعدادية, فراح يدور في الحرم الجامعي يبحث له عن طالب تخّرج لتوه لكي يكتري ديبلومه على طريقة ما يحصل للفارماسيان, و من حسن حظه أنه وجد دكتور غلبان أعطاه وثائقه بالمجان, و هنا بدأت رحلة الميسيو شيفور الذي أصبح ديركتور, و بات الدكتور خديم عند الشيفور.
و هنا الوهراني صاحب الحلم صارع نفسه لكي يتنّصل من هذا الكابوس, لكن بلا فائدة و ظّل يرى فيما يرى النائم ذاك الشيفور و هو يتعنتر على الصحفيين و يطالبهم ببدل مزيد من الجهود من أجل إخراج صحيفة تكون في المستوى, و في بعض الأحيان يتدخل للمشاركة في كتابة العناوين و هو الذي يحسن فقط خلط بيضتين أو تدوين وصفة البيتزات لأنه سبق له و أن أشرف على محل لبيع هكذا وجبات.
المهم أصبح الشيفور الكحيان يحضر الندوات على أعلى المستويات و يدّون في كناشه كل ما يقال و كل ما لا يقال, مع العلم أنه لا يفّرق بين الألف و اللام…و بات بين ليلة و ضحاها من كبار المستثمرين حتى ترك ما كان يفعله أباؤه الأولون و راح يتعنتر في عالم المثقفين.
لكن مثلما يقول المغّني الفلاني الذي نسيت اسمه الحقّاني “كانت باينة تكمل كيما هاك”, ففي زّلة قلم تبعتها زّلة لسان وجد الشيفور نفسه أمام البروكيرور الذي طالبه بإثبات مستواه بالسور , وهنا كملت الحكاية كيما بدات و رجع حبيبنا شيفور بعدما استيقظ من حلمه يبوس يده وش و ظهر, على أنه لم يصبح يوما ما ديركتور, خصوصا و أنه لم يحسن الجواب أمام البروكيرور و استعاد عقله وظيفته و أيقض سريعا الموتور ملبيا النداء لأول كورسة تأخذه نحو وجهة الآلي سون روتور.
و أمام نهاية هذا الحلم الذي كان مزعجا للشيفور, تراجع الوهراني اللّي حاسب روحه حاجة فور في الحلم الرئيسي نحو تحقيق مبتغاه في إنشاء جريدة, خصوصا و انتهت القصة مع انتهاء الحلم ,و والدته تربث على كتفه قائلة “نوض يا وليدي راه راح الحال عليك و أنت أمامك امتحانات آخر السنة”, ليدرك الوهراني أن ما جال بخاطره كان مجّرد حلم لحسن حظه أنه استفاق منه و تهندم و راح مباشرة لاجتياز أول امتحان…و ما بقالي أنا راوي القصة سوى نقولكم السلام ختام مع تحيات الوهراني.
إنتهى
ملاحظة: أي تشابه في أحداث هذه السلسلة فهو مجرد صدفة و فقط.
الوهراني متعجب من مهنة الصحفي…الشيفور يتحول إلى جورناليست سبورتيف
