ما قل ودل

التميز الجزائري في بطولة العالم للغوص الحر في المسبح بأثينا 2025…إنجاز رياضي يعكس ديناميكية الرياضة الوطنية

شارك المقال

شهدت العاصمة اليونانية أثينا، في الفترة الممتدة من 18 إلى 25 مايو، حدثًا رياضيًا عالميًا استثنائيًا تمثل في بطولة العالم للغوص الحر في المسبح. وقد تميزت هذه النسخة من البطولة بمستوى عالٍ من المنافسة والانضباط، وسط حضور دولي واسع، حيث برز المنتخب الوطني الجزائري كواحد من أبرز الفرق أداءً وتنظيمًا، مؤكدًا مكانته المتنامية في هذا التخصص الرياضي.

أداء جزائري مشرف بقيادة فنية وإدارية متكاملة

تحت القيادة الفنية للمدرب الوطني السيد باديس قزاتي، أظهر المنتخب الجزائري للغوص الحر انضباطًا تكتيكيًا وروحًا تنافسية عالية. وقد لعب كل عنصر من أفراد البعثة دورًا حيويًا في تحقيق الأهداف المسطرة، في إطار من التعاون والتناغم الذي يعكس نضجًا مؤسساتيًا واضحًا داخل منظومة الرياضات المائية الجزائرية.

وقد كان السيد الحبيب سفوح، رئيس الوفد، دور محوري في التنسيق والإشراف الإداري، حيث تجلت كفاءته العالية في حسن إدارة الفريق وتنظيم التحركات اللوجستية والتقنية. وتمثل هذه الجهود نموذجًا يُحتذى في العمل الجماعي، بما يعزز من مكانة الجزائر في المحافل الرياضية الدولية.

دور اتحادي ودبلوماسي داعم لنجاح البعثة

لا يمكن الحديث عن هذا الإنجاز دون الإشادة بالدور الفعّال السيد سمير شاوش، رئيس الاتحادية الجزائرية للإنقاذ والإسعاف والنشاطات للغوص البحري (FASSAS)، والذي ساهم بشكل ملموس في تأمين جميع مراحل التحضير والمشاركة. لقد كان حضوره ملموسًا في جميع مراحل التحضير والتتبع، مما مهد الطريق لنجاح مشرف على مستوى الأداء والتنظيم.

وعلى الصعيد الدبلوماسي، لعبت سعادة سفيرة الجزائر لدى اليونان دورًا مهمًا في دعم الوفد الوطني، من خلال توفير الأطر البروتوكولية والتنظيمية الملائمة، بما ضمن الاستقرار النفسي واللوجستي للرياضيين. وكان لالتزامها ودعمها المستمر أثر بالغ في تعزيز ثقة الفريق بنفسه، مما سمح له بتمثيل الجزائر بأعلى درجات الاحتراف.

نتائج مشرفة تؤكد تصاعد الرياضة الجزائرية

اختتم المنتخب الوطني مشاركته بتحقيق خمس ميداليات: ميدالية ذهبية واحدة وأربع ميداليات فضية، بالإضافة إلى تسجيل رقم عالمي جديد، ما يعد إنجازًا تاريخيًا يعكس المكانة الرائدة للجزائر في تخصص الغوص الحر في المسبح. وتمثل هذه النتائج ثمرة لسنوات من العمل المنهجي والتكوين القاعدي المدروس الذي تنهجه المؤسسات الرياضية الجزائرية.

البعد الرمزي والدولي للإنجاز

من اللحظات الأكثر رمزية في هذه البطولة، عزف النشيد الوطني الجزائري في الساحة العالمية، ما مثل لحظة فخر ووحدة عكست الاعتراف الدولي بالجهود الجزائرية. كما شكل الحضور القوي للجالية الجزائرية وجمهور الرياضة دعمًا نفسيًا ومعنويًا كبيرًا ساعد في تحفيز الرياضيين وتحقيق هذه النتائج النوعية.

نحو رؤية استراتيجية لتطوير الغوص الحر

تشكل هذه البطولة محطة مفصلية في مسار تطوير رياضة الغوص الحر في الجزائر، وتؤشر على ضرورة استثمار هذا الزخم من خلال تعزيز البنية التحتية، وتوسيع نطاق التكوين، وتكثيف المشاركات الدولية. كما تبرز الحاجة إلى رؤية استراتيجية متكاملة تضمن استمرارية الإنجازات وتوسيع قاعدة الممارسين.

و يعتبر إنجاز الجزائر في بطولة العالم للغوص الحر في المسبح – أثينا 2025 ليس فقط تتويجًا لجهود فردية وجماعية، بل هو دليل على تحول نوعي في تعاطي المنظومة الرياضية الجزائرية مع الرياضات المتخصصة. ويُعد هذا الإنجاز مدعاة للفخر الوطني وحافزًا لمزيد من الاستثمار في الإمكانات البشرية والمؤسساتية، بهدف ترسيخ موقع الجزائر كقوة صاعدة في الرياضات المائية على الساحة الدولية.

Share on facebook
Facebook
Share on telegram
Telegram