ما قل ودل

تنّكر لأفضالهم من وصلوا بخطاهم للعالمية…لولا أحمد زرقي و مسعود بلّمو ما وجد فن الراي

الفنان الراحل زرقي بالقيتار و بلمو الترومبيتيست

شارك المقال

أصبح التنّكر للفضل الذي يصل من بعده أي شخص لمرتبة مشّرفة في أي ميدان هو السمة المعمول بها في عصرنا الحالي, و فضّلنا في مقالنا لهذا اليوم التعّرض للجحود و نكران الجميل الذي عاناه و يعانيه من كانوا أصحاب الفضل في بروز أغنية الراي.

فكل من يسمع اليوم روائع من عيار “الشابة بنت بلادي” و “طريق الليسي” و “قولوا لها تولي” و غيرها من أغاني صدح بها مؤدوها في المسارح العالمية, لا يعلم بأن لها أصحاب تم تهميشهم و استثناؤهم من سرايا المجد الفني, حيث لم يعترف من تسّلقوا العالمية و لو لمرة بفضل من قام بتأليف الأغاني التي يؤدونها و التي سافرت بهم في عوالم الشهرة, خصوصا و أنهم استولوا عليها بغير وجه, و أمام الثراء الفاحش الذي دّره تراث هؤلاء المهّمشين على من لبسوا ثوبا غير ثوبهم و ادعوا أحقيتهم بأغاني لم يؤلفوها و لم يكونوا أول من قام بأدائها, تبقى عوائل هؤلاء الفنانين المنسيين تعاني الفقر و الإهمال مثلما اشتكت أرملة الفنان الراحل أحمد زرقي الذي أخذناه أنموذجا في مقالنا ذات مرة خلال روبورتاج, اين أعابت على بعض الفنانين سرقة تراث زوجها الراحل دون ذكر اسمه على غرار أغنية “أهداتني هدية”, و اشتكت من التهميش و الحرمان الذي عانته بعد رحيل زوجها الذي قضى في حادث سيارة و هو في ريعان شبابه.

فالفنان أحمد حمام الذي عرف فنيا بعدها باسم أحمد زرقي أصيل مدينة سيدي بلعباس يعتبر الأب الروحي لأغنية الراي المعاصرة, و هو الذي تتلمذ على يديه خيرة من عانقوا العالمية على غرار الشاب خالد الذي مثلما تنّكر لبلده تنّكر لأفضال المرحوم أحمد زرقي الذي إضافة إلى تعّلمه فنون الاستخبار و كيفية الأداء فوق المنصة على يديه, لم يكلف نفسه و لو مرة بذكر اسمه على سبيل التنويه حتى.

و الفنان الراحل أحمد زرقي كان صاحب روائع “أنا دلّالي” و “عطاتني هدية”، “بختة”، “الشابة بنت بلادي”، “مولات الخانة”، “دلّالي ها دلاّلي”، “خّلوني نتوب”، “خالتي فاطيمة”, و غير ذلك مما جعل تلاميذه يشتهرون على وقع تألفياته.

و لحسن الحظ أن هناك فنانون من رعيل الجيل الحالي فضّلوا إعادة أغاني أمثال “أحمد زرقي” مع الإشارة لأصحاب الفضل في ظهورها و معانقتها للعالمية, على غرار جمال الدّين رفّاس الذي آثر إعادة ذات الأغاني بنفس الروح التي زرعها فيها أصحابها من خلال الإشارة إليهم خلال الحفلات التي يقوم بها في مختلف المسارح العالمية بدون مزايدة أو تنّكر لجميل أمثال أحمد زرقي و غيرهم.

و لن يكتمل الحديث عن أوائل مؤّدي فن الراي دون الحديث عن أصيل مدينة عين تموشنت الفنان مسعود بلمو, الذي اشتهر هو الآخر بمرافقة هذا الفن عبر آلة الصاكسو و الطرمبيطة, فكان بحّق واضع بصمة على هذا الفن الذي خرج من الغرف الضيقة في سنوات السبعينات, أين حورب بشّتى الطرق لكي يبقى حبيس أنفاس شباب كانوا حينها في مقتبل العمر, لكن أبى هذا النوع من الغناء إلا أن يقاوم من خلال تهذيب كلماته و أبياته حتى أصبح صنفا من صنوف الفنون الذي قارع العالمية.

فوجب من منبرنا هذا نحن جريدة “المقال” , و إذ بنا نتطرق لمثل هكذا مواضيع فنية, أن نعطي كل ذي حق حقه في مختلف المجالات من خلال محاولة كشف أصحاب الفضل الأوائل على بروز أشخاص لم يكن إنقاصا من قيمتهم لو أعربوا عن أصحاب الفضل عنهم, و سنعمل بكل ما بوسعنا من خلال مقالات قادمة على كشف اللبس و تسليط الضوء على مثل هاته الحالات في شتى المجالات.

Share on facebook
Facebook
Share on telegram
Telegram