ما قل ودل

تحت شعار علوم التزكية وصون الانسجام الاجتماعي…الجمعية الثقافية الطيبية بوهران تنظم الملتقى السنوي الثامن

شارك المقال

“علوم التزكية وصون الانسجام الاجتماعي…مقاربات روحية في مواجهة التحديات القيمية المعاصرة”

 

نظّمت الجمعية الثقافية الطيبية بمقرها بـالمركز الثقافي بوهران، بالتنسيق مع فرقة الثقافة والاتصال التابعة لمخبر الاتصال بجامعة عبد الحميد بن باديس – مستغانم، الملتقى السنوي الثامن، تحت شعار: “علوم التزكية وصون الانسجام الاجتماعي: مقاربات روحية في مواجهة التحديات القيمية المعاصرة”.

وقد عرفت هذه الفعالية حضورًا نوعيًا ومتميزًا جمع بين أساتذة جامعيين، ومفكرين، وإعلاميين، ووجوه من المجتمع المدني، وأعيان المدينة، إلى جانب مشاركات أكاديمية من جامعات جزائرية مثل: جامعة وهران 1 أحمد بن بلة، جامعة مستغانم، جامعة معسكر، جامعة الشلف، جامعة سعيدة، وجامعة تيارت.

استُهل الملتقى بكلمة افتتاحية ألقاها الشيخ مولاي الشريف الوزاني، رئيس الجمعية الثقافية الطيبية، رحّب فيها بالحضور، مؤكداً على أهمية مواصلة هذه الفضاءات العلمية والفكرية بوهران، التي تفتح جسور الحوار بين الزوايا والمؤسسات الأكاديمية، وتُعيد للاجتماع الروحي دوره في خدمة السلم والانسجام الاجتماعي.

 

 

وأشاد الشيخ مولاي الشريف بالدور المحوري للباحثين في إعادة بعث خطاب روحي أصيل، مستوعب للتحديات، ومنفتح على واقع الأجيال الجديدة.

تلتها كلمة للأستاذ الدكتور العربي بوعمامة، مدير مخبر الاتصال بجامعة مستغانم والمنسق العلمي للملتقى، الذي شدّد على أهمية الشراكة بين المجتمع الأكاديمي والفضاءات الروحية، ودعا إلى ترقية البحث العلمي في موضوعات التزكية والاتصال القيمي، وربط الجامعة بواقعها الرمزي والاجتماعي، بما يُعزّز مناعة المجتمع ضد التمزقات الثقافية.

 


الجلسة الافتتاحية

أبرزت الجلسة الافتتاحية مداخلة أكاديمية وُصفت بالثرية والمركّزة، قدّمها المفكر الأستاذ بوزيد بومدين، بعنوان:
“المشيخة الفاعلة وصون الانسجام الاجتماعي”، تناول فيها بالتحليل مسؤولية القيادات الروحية والاجتماعية في الحفاظ على وحدة النسيج القيمي في مواجهة أزمات الانغلاق أو الفوضى الرمزية.

وأكد بومدين أن ما أسماه بـ”المشيخة الفاعلة” هي تلك التي تنخرط في واقع الناس، وتُقدّم خطابًا تأسيسيًا يقوم على مرجعية جامعة ولغة معاصرة، بدل الانكفاء على النماذج الجامدة أو الصيغ الانعزالية. كما دعا إلى ضرورة إعادة قراءة التجربة الصوفية الجزائرية قراءةً تفاعلية، تُعيد لها مكانتها ضمن مشروع بناء مجتمعي أكثر انسجامًا.

 

الجلسات العلمية

توزّعت أشغال الملتقى على عدد من الجلسات العلمية، ناقش فيها المشاركون محاور متعددة تمسّ: التجارب الروحية في ضبط التوازن القيمي داخل المجتمعات؛ دور الرموز والزوايا في تعزيز ثقافة السلم والعيش المشترك؛أثر الإعلام وخطابه في تشكيل منظومة القيم والتماسك الاجتماعي؛التحديات التي تواجه الخطاب الديني في زمن الرقمنة والتشظي الرمزي. وقد عكست المداخلات تنوعًا معرفيًا وتكاملاً بين الزوايا الأكاديمية والمقاربات الحقلية، ما أضفى على النقاش عمقًا علميًا وثراءً ثقافيًا.

 


التوصيات

خلص المشاركون إلى مجموعة من التوصيات، أبرزها: التأكيد على أهمية استثمار الموروث الروحي الوطني في صون الانسجام الاجتماعي، عبر قراءة جديدة تُعيد له فاعليته في السياق المعاصر.

تشجيع البحوث والدراسات العلمية حول وظائف التزكية والمرجعيات الروحية في مواجهة التصدع القيمي.

الدعوة إلى تفعيل دور الإعلام في دعم قيم الحوار، والسلم، والتماسك المجتمعي، من خلال شراكات مع المؤسسات الروحية والأكاديمية، وخطاب مهني يعكس المرجعية الوطنية.

 


في الختام

ثمّن المشاركون عالياً جهود الجمعية الثقافية الطيبية في احتضان هذا الفضاء العلمي والفكري بوهران، كما توجهوا بجزيل الشكر والتقدير إلى الشيخ مولاي الشريف الوزاني، على رعايته الكريمة وفتحه هذا المنبر للباحثين والمفكرين، مؤكدين أن هذا التقليد السنوي يمثل رافعة حقيقية للحوار العلمي والروحي في الجزائر.

كما نُوّه بالحضور النوعي لعدد من الإعلاميين الذين رافقوا فعاليات الملتقى، وساهموا في نقل وقائع الجلسات، وتغطية النقاشات، بما يُعزّز صدى مثل هذه المبادرات في المشهد الثقافي الوطني.

 

Share on facebook
Facebook
Share on telegram
Telegram