تواصل الجزائر التأكيد على مواقفها المبدئية والثابتة اتجاه القضية الفلسطينية، بوصفها قضية تحرر وطني ذات بعد إنساني وسياسي عالمي. وفي هذا السياق، أعربت وزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية، في بيان رسمي صدر اليوم السبت، عن إدانتها الشديدة ورفضها القاطع للمخططات الإسرائيلية التي تهدد مستقبل قطاع غزة، ومجمل مسار السلام في منطقة الشرق الأوسط.
الموقف الجزائري يدعم إقامة دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة
جاء البيان بعد أيام قليلة من انعقاد المؤتمر الدولي لحل الدولتين، الذي أكد من جديد على هذا الحل باعتباره الإطار الشرعي الوحيد لإنهاء الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي عبر إقامة دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة. غير أن سلطات الاحتلال الصهيوني – وفق البيان – أظهرت مجددًا تجاهلها التام لإرادة المجتمع الدولي وقراراته، عبر التخطيط لإعادة احتلال قطاع غزة عسكريًا وتهجير سكانه قسرًا.
مضامين الإدانة الجزائرية
أكدت الجزائر أن قطاع غزة يشكل جزءًا لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة، ومكونًا أصيلًا في الدولة الفلسطينية التي أقرّتها الشرعية الدولية. كما شددت على رفضها المطلق لأي محاولات لفرض واقع جديد يتعارض مع قرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي، معتبرة أن هذه المخططات ترهن مستقبل الدولة الفلسطينية ومصير السلام في المنطقة بأسرها.
دعوة للمجتمع الدولي وتحميل للمسؤولية
انطلاقًا من مسؤوليتها السياسية والأخلاقية، دعت الجزائر المجتمع الدولي، وبالأخص مجلس الأمن، إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف ما وصفته بـ”حرب الإبادة” التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني منذ ما يقرب من عامين. كما حثّت على ضرورة التعامل الفوري مع الأوضاع الإنسانية الكارثية في غزة، والتي ازدادت تفاقمًا جراء الحصار والعمليات العسكرية الإسرائيلية.
الرؤية الجزائرية تؤيد قرارات الشرعية الدولية
و أعادت الجزائر التأكيد على أن إقامة دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة وعاصمتها القدس الشريف تمثل استحقاقًا تاريخيًا غير قابل للتصرف أو المساومة، وأن أي تسوية عادلة يجب أن تقوم على قرارات الشرعية الدولية وضمان الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.
و بالتالي يعكس الموقف الجزائري استمرار التزام بلد الشهداء بمبادئ القانون الدولي وحق الشعوب في التحرر، في ظل تعقّد المشهد السياسي والإنساني في فلسطين. كما يبرز حرص الجزائر على أن تكون القضية الفلسطينية على رأس الأولويات الإقليمية والدولية، باعتبارها مفتاحًا لتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة.