ما قل ودل

تزور معهما البلاد البعيدة و الغريبة بدون تأشيرة…شطاح و خبيب يستلمان المشعل من ابن بطوطة

شارك المقال

تسّلما المؤثران الجزائريان مهدي شطاح و خبيب المشعل من الرحالة الشهير إبن بطوطة, حيث باتا إضافة إلى تمتعهما بصيت طيب من خلال دخولهما البيوت بلا استئذان يرويان للجماهير التي لم تتمكن من السفر إلى البلاد البعيدة طبيعة هاته البلدان من خلال النقل المباشر, أو عن طريق فيديوهات تروي الطبيعة الجغرافية و كذا العادات و التقاليد للعديد من الأمم و النحل, التي يلتقي بها هذين الجزائريين الذان أضحيا يثيران الإعجاب من خلال المحتوى الرقمي المفعم بالإيجابية و الحيوية.

فمن خلال هذا المحتوى القّيم الذان يقدمانه شطاح و خبيب استطاعا أن يقوما بإحياء حتى السياحة المحلية, أين أبدع خبيب عن طريق رحلاته الطويلة و الماتعة في التأريخ لعتبة ما قبل التاريخ الجزائرية, من خلال غوصه في متاهات مدينة سيفار الأثرية التي لم يكن ليصل إليها و يروي حكايات الجزائريين الأوائل المرسومة على جدرانها لولا رقابة لصيقة من لدن العارفين بخبايا هاته المنطقة, أين تعتبر هذه المدينة كل زائر غريب عن جدرانها غريب يلقى التيهان في ربوعها بدون ملازمة مرشد سياحي ملّم بجغرافيا المنطقة.

رحلات خبيب لم تقتصر على القفار و الفيافي فحسب, بل قام بالتأريخ حتى لتواريخ القبائل و الأحداث التي جرت في غابر الأزمان, على غرار قصة مباركة بنت الخص الأميرة الهلالية الجزائرية التي صمدت أمام أطماع أحد الملوك, و استطاعت بعد حصار جائر أن تنقذ أهلها و عشيرتها بفضل حنكتها و تمّرسها في الحكم.

و مثلما أبدع خبيب داخل الوطن استطاع من خلال روبورتاجات قادته في آسيا و أذغال إفريقيا, و حتى بلاد المهجر أن يبرز الحياة اليومية لأقوام بعيدين عنا آلاف الكيلوميترات, من خلال إبراز عاداتهم و تقاليدهم مثلما هو الشأن لأفراد جاليتنا و بالضبط في فرنسا, خصوصا من هم بدون وثائق, حيث يؤّرخ ليومياتهم و ما يعيشونه من ضجر و كلل و ملل مع دمجها بقصص نجاح آخرين.

و يبدع في الجهة المقابلة مهدي شطاح الذي استطاع هو الآخر في بلاد السند و الهند و كذا بلاد أخرى بعيدة أن يعّد هو الآخر محتوى هام و إيجابي, حيث يحسن في الوقت الراهن في تعرية الواقع المعيش في أفغانسان, أين تعّرف عموم الجزائريين على هوية هذا البلد الأسيوي المسلم, أين لا يوجد في هذا البلد أثر للحروب فحسب, بل تعانق أفغنستان مثلما هو الشأن لأندونيسيا و الهند التطور الذي ترغب القنوات الغربية تغطيته لحاجة في نفس يعقوب.

و من خلال محتوى هذين المؤثرين الجزائريين, استطاعا أن يثبتا أن صناعة المحتوى أضحت فن راقي و نوع من الإعلام الموازي يصّدران من خلاله صورة نمطية إيجابية عن بلادنا الجزائر, و شعبها الأبي كما يصنعان لنفسيهما بطاقة فنية للجزائري الذي يمكنه صناعة التغيير نحو الأحسن, لكي يكونا خير سفراء لبلديهما, في حين يبدع آخرون من رعاع القوم في الخوض بأوامر فوقية في كل ما هو جزائري…و لله في خلقه شؤون.

Share on facebook
Facebook
Share on telegram
Telegram