بينما يعتبر معظم الأشخاص أن مجرد الوصول إلى عمر الستين هو انحدار نحو العجز في كافة الميادين, خصوصا في المجال الرياضي, ها هو الغواص الوهراني المحترف أصيل مدينة حمام بوحجر هلال بروان محمد يكسر قاعدة الاستثناء و يعانق العالمية في منافسات الماستر كلاس للغوص الحر التي احتضنتها مؤخرا مدينة آثينا عاصمة اليونان.
ذات الحدث الذي جلب من خلاله المدعو عليلو تقريبا التاج العامي مع اقتناصه للميدالية الفضية على مناسبتين, لم يأتي من العدم بل كان ثمرة مسيرة رياضية طويلة الأمد بدأها هلال بروان محمد في اختصاص سباق الدراجات, أين كان ذا باع دولي, حيث كان فردا هاما في الفريق الوطني.
و بعد حصده لعدة ألقاب في اختصاص الملكة الصغيرة, راح بطلنا يدخل غمار الرياضات المائية من بوابة الغوص البحري, حيث زاوج ممارسته لذات الرياضة التي ارتقى من خلالها لعدة مستويات حتى وصل إلى مسار الاحترافية بالمسيرة المهنية, أين كان غواصا في فرع فرقة التدخل السريع على مستوى ميناء وهران.
و من خلال مزاولته لمسيرته المهنية تلقى المدعو عليلو العديد من الإشادات نظير تدخلاته المهنية الصائبة, من خلال إنقاذه للأرواح و إسعافه للغرقى و انتشاله ببراعة للعديد من مرتادي الكورنيش الوهراني الذين انتهى بهم طيش الطرقات نحو نقطة اللاعودة.
و بعد تقاعد هلال و إضافة إلى دخوله في عالم تكوين الغطاسين, حيث أشرف على العديد منهم سواءا على مستوى الحماية المدنية أو على مستوى الأندية, أبى إلا أن يدخل غمار المنافسة الرياضية مجّددا من بوابة رياضة الترياتلون و الغوص الحّر داخل المسابح المغلقة.
بداية التألق لم تكن متوقعة, حيث بعد تجربة فريدة في البطولة الوطنية رفع هلال بروان محمد راية المجد الرياضي من خلال استحواذه على المراتب الأولى بامتياز متجاوزا من هم في عمر أبنائه, وهو ما اعتبرته الاتحادية الجزائرية للإنقاذ و الإسعاف و النشاطات المائية في خانة الإنجازات التي لا يجب إدارة الظهر لها.
فكان الغواص الوهراني من خلال تجاوزه الأرقام الوطنية بالنسبة لكتم النفس و الغوص بالزعانف, محط نظر المشرف على اللجنة المختصة بالإشراف على هذا الاختصاص السيد خلوفي فوزي الذي قام باختياره لتمثيل الجزائر في المحفل الدولي بآثينا عاصمة اليونان.
في ذات المحفل لم تّمر مشاركة هلال بروان محمد ممّر الكرام, حيث استحوذ على ميداليتين فضيتين التي خطف من خلالهما نيابة بطولة العالم, و لم يكتف بهذا الإنجاز فحسب بل استحوذ مرة أخرى في مسبح ميلود هدفي بوهران الشهر المنصرم على أربعة ألقاب وطنية, و هو ما يؤهله للمشاركة في المزيد من الاستحقاقات العالمية مستقبلا من أجل تشريف الراية الوطنية…فهنيئا لهلال بروان بهذا المجد الرياضي الذي أضحى كل يوم بالنسبة له هو كسر لمعادلة العمر التي تحدى ستينيتها بالإنجازات الرياضية.