ما قل ودل

بين تظاهر الغرب و تخاذل العرب…غزة تقلب الطاولة على إسرائيل

شارك المقال

هذا التباين يطرح سؤالا عميقا حول الدوافع الثقافية والسياسية والأخلاقية وراء التضامن الغربي، في مقابل الجمود العربي، ما يترك أثرا نفسيا واجتماعيا مؤلما على العرب المتابعين والمهتمين بالقضية، خاصة عند رؤية الجماهير الغربية تتظاهر في شوارع مدن مثل ملبورن، ونيويورك ولندن وبرلين وأمستردام وغيرها من مراكز النفوذ والدعم السياسي والاقتصادي للصهيونية، بينما يغيب التحرك الملموس في العواصم والمدن العربية.

تناول المستشرق الفرنسي فرانسوا بورغا قضية فلسطين من منظور أوروبي، مؤكدا أن إسرائيل في وعي الغرب كانت تُصور كـ”الشعب الذي يزرع الصحراء ورودا” ‎الملاحظ في السياق الغربي هو توسع دائرة النخب الفكرية والثقافية والسياسية التي بدأت تتحرر من العباءة السياسية التقليدية، والتي كانت بالفطرة تميل إلى تأييد إسرائيل. ‎

لقد نشأت كتلة نخبوية جديدة، متنوعة ومختلفة، تشهِر العداء لإسرائيل، وتواجه التحديات المحتملة التي قد تؤثر على معيشتها واستقرارها الاقتصادي والاجتماعي. ‎وتُعد هذه الظاهرة أمرا غير مسبوق في العالم الغربي، إذ لم يشهد من قبل انقساما عموديا وحادا تجاه إسرائيل، وهو انقسام يعكس شرخا كبيرا في الوعي الغربي نتيجة التوحش الإسرائيلي وما أحدثه من صدمة أخلاقية وفكرية لدى المجتمعات الغربية.

و يشير بورغا إلى أن النظرة الغربية تجاه إسرائيل لم تكن محايدة، بل تأثرت بشكل كبير بالسلطات السياسية الغربية والإسرائيلية. لقد رسخت السردية الإسرائيلية والاستشراقية تصورات محددة في العقل الغربي، سواء على الصعيد الثقافي أو السياسي.

للإشارة أنه للمرة الأولى يتم طرد مسافرين إسرائيليين من إحدى الرحلات الجوية الأمريكية بعد تلفظهم بعبارات مشينة حول الوضع في غزة, مما أجبر السلطات الأمنية لإجلاء هؤلاء المسافرين باعتبارهم غير مرغوب فيهم بعدما تذّمر معظم الراكبين من التصرفات الجبانة لهؤلاء الصهاهينة, الأمر الذي يؤكد بوما يعد يوم كره العالم لكل ما هو صهيوني.

المصدر: منقول بتصرف من مقال عامر زياد جلول

Share on facebook
Facebook
Share on telegram
Telegram