ما قل ودل

كاميرتها وثقت الحقيقة مخّضبة بالدماء…ألا يستحق العالم جائزة اسمها مريم أبو دقة؟

في الصورة كاميرا مريم أبو دقة المخّضبة بدمائها الزّكية

شارك المقال

ألا تستحق الشهيدة مريم أبو دقة تكريم من عيار جائزة بولتزير؟…أو لا تستحق ذات الشهيدة جائزة تحمل اسمها؟…هذا النوع من التساؤلات تبادرت إلى ذهني أمسية اليوم من الجمعة عيد المسلمين, حيث أن كل المعايير التي ينبغي أن يتّصف بها المتّوجون بمثل جائزة بوليتزير تتوفر في مريم أبو دقة, بما في ذلك نيلها للشهادة مخلفة ورائها كاميرتها مخضبة بدمائها الزكية, مع الحرص بأن ذات الجائزة يمكن أن يتسلمها إبنها عوضا عنها و هي التي خطفتها أيدي الغدر و قد أوصت بولدها خيرا.

فوصيتها التي كتبتها ببعض من دمائها, و رغم تفادي بعض وسائل الإعلام المعادية للمقاومة التعّرض لها, عرف مندوب الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة عمار بن جامع كيفية الترويج لها من خلال قراءة ذات الوصية بنبرات حزينة, ودموعه شاهدة على المعاناة التي عاشتها الشهيدة مريم أبو دقة, و التي عبر تلك الوصية عرفت كيف تنوب عن معاناة باقي الأمهات الشهيدات و الثكالى و الأرامل و كل فلسطينية عانت و لا تزال تعاني من الظلم و القهر.

فرسالة الشهيدة مريم كانت إضافة إلى اعتبارها أم فضّلت أن تستشهد لكي يعيش إبنها في فخر و كبرياء, هي أيضا رسالة إعلامية تمثلت بقبس صحفي نوراني أريد له أن ينطفئ عمدا, لكن بإطفائه زاد توّهجه و من لم يكن يعرف مريم أضحى ينحني إجلالا لها.

فمثل مريم لا ينبغي أن تكّرم ذكراها بجوائز عالمية فحسب, بل يجب اختلاق جائزة تحمل إسمها عرفانا لتحّديها لأكبر بروباغوندا إعلامية عالمية, و أجبن قوة عسكرية أرادت إسكات الحق, لكن بإسكاته أثارت ضجة إعلامية إسمها مريم أبو دقة, التي انضمت روحها لروح شيرين أبو عاقلة و لقوافل الشهيدات و الشهداء من الإعلاميات و الإعلاميين, الذين اختاروا الموت فوق مذبح الحرية على الانصياع للأوامر الفوقية مقابل الإغراءات المادية…و لا يزال للحديث بقية.

Share on facebook
Facebook
Share on telegram
Telegram