يعتقد الجيش الصهيوني أنه عبر قضائه على الناطق الرسمي باسم كتائب القسام أبوعبيدة الذي لحد الآن يعرف العالم كنيته فحسب, يكون قد قضى على المقاومة الفلسطينية و نسيوا أن أباعبيدة ما هو إلا شرارة من شرارات روح ذات المقاومة التي باتت تمثل ذاك الحريق الواسع الذي إن أريد إخماده زاد وقدا و لهيبا.
فحّقا مع استمرار الحرب غير المتعادلة التي يقودها جيش الاحتلال على قطاع غزة, تعود الذكريات و التقاطعات مع ما فعله جيش الاستعمار الفرنسي في الجزائر بنفس الروح الهمجية و بذات القسوة الصليبية, أين من خلال ما حدث مع استهداف أبوعبيدة نستذكر ما حدث لبطلاتنا و أبطالنا الشجعان حسيبة بن بوعلي و الصغير عمر الذين قاد خطاهم علي لابوانت أبوعبيدة الجزائر حينها, و كل من خاض غمار معركة الجزائر الذين رفضوا الاستسلام لقوات الكولونيل الدموي ماسو, ليس خوفا بل افتخارا بالشهادة و بإخفاء أسرار الثورة المجيدة, إلى يوم يبعثون.
و السؤال الذي ينبغي هنا أن يعرف جوابه نتانياهو و جماعته, هل خارت قوى الثورة الجزائرية حينها, عندما تمت تصفية علي لا بوانت و من عياره كثيرون أمثال عميروش و السي الحواس و زيغود يوسف و غيرهم ممن أشعلوا لهيب الثورة المقدسة.
بل بالعكس فرغم سقوط العشرات من الآلاف من الشهداء حتى وصل العدد إلى مليون و نصف شهيد أو يزيد, بلغ لهيب الثورة المقدس إلى عتبة أن يّجر في طريقه حتى الديار الفرنسية, لولا أن اعترفت فرنسا بهزيمتها في حربها ضد الجزائر, و كان ذات اللهيب سينتقل على أمواج رياح السيروكو الجنوبية لتحتضنه أمواج رياح الميسترال الشمالية, و كان سيقضي على فرنسا و على جمهوريتها الخامسة بلا هوادة.
فاستشهاد علي لابوانت فلسطين…عفوا أبو عبيدة إن تأكد مثلما تتفاخر بذلك إسرائيل ما هو إلأّ إيقاظ شرارة أخرى من شرارات حرب استرداد ما يجب استرداده مما سلب من أهلنا في غزة و فلسطين.
فما اسشهاد هكذا أبطال و الإصرار على تصفيتهم ما هو إلا دليل على أن الكيان الصهيوني قد تم ضربه بالفعل في مقتل, و أن زواله متعّلق ببقاء الثورة الفلسطينية التي بدأت بانتفاضة و تغير لونها حتى وصلت لثورة, أين استبدلت الحجارة بالمسّيرات و راجمات الصواريخ و غذا لا ندري بماذا…فحقا و بعد الترّحم على مثل أبي عبيدة لا يزال للحديث بقية و ألف بقية.