ما قل ودل

مستغانم وبدايات الصحافة الوطنية…من المطبعة العلوية إلى مدرسة الإعلام

شارك المقال

بقلم: الأستاذ العربي بوعمامة…باحث ومدير كرسي الألكسو للتنظير الإعلامي لعبد الرحمن عزي -جامعة مستغانم-

مستغانم في تاريخ الصحافة

تحتل مدينة مستغانم مكانة مهمة في تاريخ الطباعة والصحافة في الجزائر. ففي عشرينيات القرن الماضي ظهرت المطبعة العلوية التي ارتبطت بالشيخ أحمد بن مصطفى العلوي (1869-1934)، وأسهمت في بروز صحافة أهلية عبرت عن قضايا المجتمع المحلي في مواجهة الصحافة الاستعمارية.

 

الطباعة في ظل الاستعمار

دخلت الطباعة إلى الجزائر مع الاحتلال الفرنسي سنة 1830. استُخدمت في البداية لأغراض إدارية وعسكرية من خلال جرائد موجهة مثل المبشر (1848) وLa Dépêche Algérienne وL’Écho d’Alger. هذه الصحف كانت أداة لنشر الخطاب الاستعماري.

المبادرات الجزائرية الأولى

في المقابل، سعت النخب الجزائرية إلى إيجاد بدائل، فظهرت مطابع أهلية مع نهاية القرن التاسع عشر مثل المطبعة الثعالبية بالجزائر العاصمة، والمطبعة الجزائرية الإسلامية بقسنطينة، ومطبعة أبي اليقظان. مبادرة مستغانم عبر المطبعة العلوية جاءت ضمن هذا المسار.

نشأة الصحافة الأهلية

في عشرينيات القرن الماضي بدأت الصحافة الأهلية في مستغانم تأخذ مكانها كصوت مختلف عن الصحافة الاستعمارية. اهتمت بقضايا التعليم والعدالة والإصلاح الاجتماعي، وفتحت المجال أمام الجزائريين للتعبير عن واقعهم وتطلعاتهم. وبذلك مهدت الطريق لنشوء صحافة وطنية لاحقاً.

من الماضي إلى الحاضر

تجربة الصحافة الأهلية في الجزائر ما تزال حاضرة في الذاكرة الجماعية. فهي تمثل بداية وعي بأهمية الطباعة والصحافة في الدفاع عن الهوية الوطنية. ويؤكد وجود مدرسة مستغانم للتنظير الإعلامي وكرسي عبد الرحمن عزي للتنظير الإعلامي في جامعة مستغانم أن هذه التجارب الأولى لم تكن معزولة، بل هي أساس لمسار أكاديمي وفكري متواصل.

دلالات التجربة

كانت المطابع الخاصة مرحلة مفصلية في تاريخ الصحافة الأهلية بالجزائر. من خلالها حصل الجزائريون على منبر للتعبير عن هويتهم والدفاع عن قضاياهم في وجه الاستعمار. هذا المسار ساعد في بناء وعي وطني قائم على الكلمة المطبوعة. واليوم يبقى التحدي هو الحفاظ على هذا الإرث وتطويره بما يخدم الأجيال المقبلة ويؤكد أن مستغانم لعبت دوراً مبكراً في تاريخ الإعلام الوطني

Share on facebook
Facebook
Share on telegram
Telegram