ما قل ودل

الصرامة الأمريكية تكسر البروتوكول الفرنسي…ماكرون غير مرغوب فيه بنيويورك

ماكرون مخاطبا ترامب لكي يفك وثاق موكبه

شارك المقال

بعد ترّجله من موكبه الرئاسي بأحد شوارع نيويورك امتثالا لأوامر رئاسية لترامب الذي فضل أن يحتكر الشارع لوحده, بدى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون و كأنه يتلقى رسالة غير مباشرة عبر قوة ناعمة من نظيره الأمريكي مفادها عدم رضا البيت الأبيض عن المواقف الدولية للإيليزيه خصوصا ملازمة اصطفاف ماكرون إلى جانب زيلينسكي و رفضه إنهاء الحرب, و أيضا اعترافه بالدولة الفلسطينية مخافة أن يغرد خارج السرب خصوصا بعد التفاف المجتمع الدولي مع القضية العادلة.

البعد البروتوكولي والرمزية السياسية

عادةً ما تُنسّق تحرّكات رؤساء الدول وفق ترتيبات بروتوكولية صارمة، تضمن عدم تعارض مرور المواكب الرسمية في الأماكن العامة. غير أن توقف موكب ماكرون بانتظار مرور موكب ترامب شكّل خرقاً لهذه الأعراف، ليعكس بوضوح أولوية الترتيبات الأمنية الأميركية داخل أراضيها، حتى وإن تعلّق الأمر برئيس دولة حليفة مثل فرنسا.
هذا المشهد الرمزي يعيد التذكير بعلاقات القوة غير المتكافئة في النظام الدولي، حيث تظلّ الأولوية للبلد المستضيف، ولا سيما حين يكون الولايات المتحدة الأميركية صاحبة اليد العليا في الملفات الأمنية والدبلوماسية.

هشاشة الترتيبات البروتوكولية الفرنسية في مواجهة الصرامة الأميركية

انتشر المشهد سريعاً عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث تناوله العديد من المعلّقين بروح الدعابة، بينما رآه آخرون مؤشراً على هشاشة الترتيبات البروتوكولية الفرنسية في مواجهة الصرامة الأميركية. أما في الإعلام التقليدي، فقد قُدّم الحدث باعتباره لقطة “طريفة” تخفّف من حدّة الطابع الرسمي الذي عادةً ما يرافق لقاءات القادة الكبار.

لعنة السترات الصفراء تلاحق ماكرون

إن حادثة توقّف موكب الرئيس الفرنسي في نيويورك ليست مجرد واقعة بروتوكولية عابرة، بل تكشف عن أبعاد متعددة تتراوح بين رمزية العلاقات الدولية، ومرونة الاتصال السياسي، وديناميات التفاعل الإعلامي. فهي تعكس من جهةٍ مركزية الولايات المتحدة في ضبط قواعد البروتوكول على أراضيها، ومن جهة أخرى هشاشة وضع ماكرون حتى على الصعيد الدولي, حيث بدى الديك الفرنسي ماكرون و كأن لعنة السترات الصفراء تلاحقه حتى و هو في شوارع غير شوارع باريس التي عرفت مؤخرا شبه حرب أهلية عبلا من خلالها الفرنسيون عن عدم رضاهم على الوضع المعيشي للشعب الفرنسي.

Share on facebook
Facebook
Share on telegram
Telegram