ما قل ودل

غزة…عندما تُحاصر الإنسانية و يفقد العالم ضميره

شارك المقال

بقلم مهدي الباز

إن ما يحدث اليوم في فلسطين، وتحديدًا في قطاع غزة، لم يعد مجرد حرب، بل جريمة إنسانية مكتملة الأركان تُرتكب في حقّ شعبٍ أعزلٍ لا يملك سوى إرادته وصموده.

لقد حوّلت آلة البطش الإسرائيلية، المجرّدة من كل صفات الإنسانية، غزة إلى أرض خراب في حربٍ لا يمكن وصفها إلا بأنها “حرب إبادة”، يُباد فيها الصغير والكبير، وتُقصف فيها البيوت والمستشفيات دون مراعاة لأيّ مبدأ من مبادئ القانون الدولي أو القيم الأخلاقية.

أما من بقي على قيد الحياة في القطاع، فقد فُرض عليه حصارٌ هو الأبشع في تاريخ القرن الحادي والعشرين، يهدف إلى عزل الشعب الفلسطيني عن العالم وحرمانه من أبسط مقومات الحياة: لا طعام، لا دواء، ولا ماء.

غير أن هذا الواقع المأساوي لم يُسكت ضمير الإنسانية، بل أيقظه من سباته، فكانت المبادرة العالمية لإطلاق “أسطول الصمود”، أكبر تحرك إنساني لكسر الحصار عن غزة.

أسطول لا يحمل سلاحًا ولا شعارًا سياسيًا، بل يحمل الضمير الإنساني في أنقى صورة، حيث اجتمع فيه ناشطون من مختلف الجنسيات والأديان والانتماءات الأيديولوجية، ليقولوا للعالم: غزة ليست وحدها.

إن هذا الأسطول ليس مجرد بضع سفن تتجه نحو شواطئ فلسطين المحاصرة، بل هو صرخة ضمير كونية في وجه آلة القتل الاسرائيلية، ورسالة بأن الإنسانية ما زالت قادرة على الوقوف في وجه الظلم، مهما اشتدّت آلة الحرب.

فلماذا كل هذا العنف؟ ولماذا كل هذا الحقد على شعبٍ أعزل؟ وما ذنب الأطفال الذين يموتون جوعًا، والمسنين الذين يُتركون دون دواء؟ إنها أسئلة مفتوحة أمام ضمير العالم وقادته: هل هكذا تُدار الحروب؟ وهل هذا ما تدعو إليه الأمم المتحدة ومجلس الأمن؟ أين هي الإنسانية؟ أليس من واجب العالم أن يُؤمِّن للإنسان إنسانيته قبل أي شيء.

 

 

Share on facebook
Facebook
Share on telegram
Telegram