
في غمرة تحضير ورقتي العلميّة التي شاركت بها في ملتقى “الجزائر في الحضارة” المنعقد أيام المعرض الدولي للكتاب، عدت الى نصوص المستشرق الفرنسي ألفريد بيل Alfred Bel الذي شغل مدير مدرسة تلمسان الى سنة 1935، ورحل من الدنيا عام 1945، ومنها كتابه: “الفرق الاسلامية في الشمال الافريقي: من الفتح العربي إلى اليوم”.
و رغم أني قرأته منذ سنوات فائتة إلا أن العودة إليه أكدت لي “الخبث الإستشراقي” الذي كان يخدم الإيديولوجية الكولونيالية وأنه مجانب للموضوعية في أغلب النتائج التي أراد جبراً منذ البداية أن يصل إليها منها: أن الأمازيغ لم يقبلوا على الاسلام كلية وأن التفكير والعقل أبعد عن هذه الأمة مستعينا ومحرفاً آراء ابن خلدون.
كما دعا إلى تعليم لائكي وقلل من قيمة المدارس القرآنية وانتقد شيوخها في تقاريرها التفتيشية، فتذكرت حينها قصيدة هجائية نشرها الشيخ الإبراهيمي ضدة في “البصائر” عدد 25 افريل 1949 عنوانها: إفتراء مستشرق” مطلعها: وهل أتاك نبأ المغرور……..وما أتى من كذب وزور
الى ان يقول:
أنكرت فضل العرب فيما ابتكروا…..،،،،من صالحات شأنها شأن لا يُنكرُ
و نجد يكيل له النقد في مقال له عن كتاب يسمى “السّعادة الأبدية” لمحمد حميدو فيه نصوص عن سيدي بومدين شعيب بن الحسين الغوث، مأخوذة من ابن مريم التلمساني وكتب المناقب وتركز على الكرامات بدل الاعمال الصالحة للأولياء .
هذا يُظهر مدى اطلاع الابراهيمي على نصوص المستشرقين وحالة الصراع والمناوشات الفكرية التي قادها في تلمسان، وقد كان الفريد بيل متحالفاً مع الطرقيين ويحرضهم ضدّه.