تُعرف ألعاب القوى بأنها مجموعة متنوعة من مسابقات الجري، والمشي، والقفز، والرماية، وتُعدّ من أقدم أشكال الرياضة المنظمة، وأكثر الرياضات عالمية حيث شاركت كل دول العالم تقريباً في شكل من أشكال المنافسة في هذا المجال، وترسل معظم الدول فرقًا من الرجال والنساء إلى الألعاب الأولمبية، وبطولة العالم الرسمية لألعاب القوى.
تاريخ ألعاب القوى:
بدأت الألعاب الأولمبية القديمة في عام 776 قبل الميلاد، عندما فاز طاهي قدم من مدينة إليس بالإنجليزية: إيليس بسباق الإستاد، وهو وكان هذا هو الحدث الرياضي الوحيد للألعاب لأول 13 مهرجاناً أولمبياً، كما تشير الدلائل إلى أن الألعاب ربما كانت موجودة في مدينة أولمبيا قبل هذا التاريخ في وقت مبكر من القرن العاشر أو التاسع قبل الميلاد،ى حيث تمّ العثور على مجموعة من الحوامل البرونزية ثلاثية القوائم في المدينة، ويرجّح أنها كانت جوائز لبعض الأحداث المبكرة في أولمبيا. لم يكن الماراثون حدثًا في الألعاب الأولمبية القديمة فهو فعّالية حديثة، تمّ تقديمها لأول مرة في الألعاب الأولمبية الحديثة لعام 1896م في أثينا، وكانت الألعاب تقام في أولمبيا كل أربع سنوات منذ 776 قبل الميلاد، ثمّ تمّ إضافة أحداث رياضية تدريجياً والتي تضمنت ثلاثة سباقات للأقدام، بالإضافة إلى مسابقات رمي القرص، ورمي الرمح، والوثب الطويل، والمصارعة، وسباق القدم، وكانت فعّاليات الفروسية جزءًا مهمًا من البرنامج الرياضي للألعاب الأولمبية القديمة. يعود تاريخ ألعاب القوى في الولايات المتحدة إلى ستينيات القرن التاسع عشر حيث كانت الرابطة الأمريكية للرياضيين الهواة أول مجموعة رياضية وطنية في البلاد، وفي عام 1888م أقام اتحاد الرياضيين الهواة الذي كان يحكم الرياضة لمدة قرن تقريبًا بطولاته الأولى، ولسنوات عديدة كانت سباقات ألعاب القوى تُعتبر رياضة هواة بحتة، ولا يمكن للرياضيين قبول أموال التدريب أو الجوائز النقدية.و اتسع نطاق ألعاب القوى للمضمار والميدان بدءًا من عشرينيات القرن العشرين، وأقيمت أول بطولة وطنية للرابطة الوطنية للرجال في عام 1921م، وأصبحت ألعاب القوى الخاصة بالنساء جزءًا من الألعاب الأولمبية في عام 1928م.
مسابقات ألعاب القوى:
تُقسم مسابقات وفعاليات الألعاب الأولمبية للمضمار والميدان باختلاف أنواعها إلى ما يلي:
منافسة السباق: تختلف سباقات الجري على الطريق من حيث المسافة اعتمادًا على نوع خط الالتقاء والفئة العمرية، وتتراوح المسافات عادة من 50-10 آلاف متر، وتعد سباقات الجري بالتناوب ذات المسافات المختلفة أمرًا شائعًا في مسابقات المضمار والميدان؛ حيث يتم تشكيل فريق من أربعة أشخاص، ويركض كل لاعب في أقسام مختلفة من السباق، ويمرر عصا إلى زميله في القسم التالي، إضافةً إلى سباق الجري السريع والسرعة الذي يركض المتسابقين فيه.
منافسة الرمي:
يلقي الرياضيون في أحداث الرمي أشياء مختلفة الأوزان، مع تحديد أطول رمية للفائز مثل رياضة رمي القرص الذي يبلغ قطره حوالي 20 سم، ورياضة رمي الكرة الحديدية التي عادة ما يتراوح وزنها بين 3-7 كيلو غراماً تقريباً، اعتمادًا على عمر المشاركين، بالإضافة إلى رياضة رمي الرمح، وغيرها.
منافسة القفز:
يوجد أربعة أحداث للقفز في مسابقات ألعاب القوى كالقفزة العالية التي تتطلب ركض المشارك إلى نقطة القفز ومحاولة القفز فوق شريط، والهبوط على حصيرة مبطنة، ثمّ يتم زيادة ارتفاع الشريط، وإقصاء لاعبي القفز بعد عدد معين من القفزات غير الناجحة.
المسابقة المجمعة:
تتطلب المباريات العشارية، والخماسية، والسباعية من المتسابقين التنافس في سلسلة من سباقات المضمار والميدان، حيث تمزج هذه الأحداث المجمعة بين الركض، والرمي، والقفز، وغالبًا ما يتم تنفيذها على مدار يومين، ويتم منح النقاط لعروض المتسابقين في كل حدث، ومن ثمّ تحديد الفائز الذي جمع أكبر عدد من النقاط.
أثر القوام على أداء هذه المهارات:
تعتمد ألعاب القوى على استخدام الجسم كلّه ككتلة واحدة. وفي هذا الإطار، أثبتت بحوث اللياقة أن حدوث أي نقص في كفاءة أحد من أجهزة الجسم قد يؤثّر تأثيراً واضحاً على بقيّة الأجهزة الأخرى، وبالتالي على طريقة أداء اللعبة، وذلك وفق الشكل التالي:
– أثر تحدّب الظهر: في حال إصابة اللاعب بتحدّب في الظهر، فإن القوة التي تبذلها الساقان والرجلان في مهارات الدفع (رمي الرمح والقرص) لا تنتقل بأكملها إلى الكتفين لوجود انحراف بسيط في منطقة أسفل الظهر ما قد يتسبّب في تغيير مسار عمل القوة وضياع أكثر من نصفها، فيضعف التركيز وتقلّ النتائج المحقّقة.
– أثر قصر عضلات الظهر: يضطرّ المتسابق الذي يعاني من قصر عضلات الظهر أو طول عضلات البطن أحياناً إلى بذل معظم قوته في الاتجاه الرأسي أكثر منها في الاتجاه الأفقي، ما يجعله يميل إلى الخلف بدرجة كبيرة غير مطلوبة فلا يتّخذ الزوايا المثالية في توظيف قوة الدفع.
– أثر سقوط الرأس إلى الأمام: ينعكس سقوط رأس المتسابق إلى الأمام في إحداث نتائج سلبية على وضع البداية في ألعاب القوى، ما يعمل على دوران الجذع إلى الأسفل فيضيع جزء كبير من القوة الدافعة. وقد تنتج هذه الحالة عن قصر زائد في العضلات الأمامية للرقبة أو طول في العضلات الخلفية بها.
– أثـر تسطّح القدميــن: يميل المصاب بتسطّح القدم إلى المشي على كلّ القدم، ما يؤثّر سلباً على أدائه خصوصاً في مسابقات الجري نتيجة عدم وجود المرونة اللازمة في قوس القدم، فيفقده التوزيع الجيّد لثقل الجسم على القدمين. كما تتأثّر قدرة اللاعب على امتصاص الصدمات وتضعف قوته في الدفع إلى الأمام.
إرشادات الإعداد البدني
يمثّل الإعداد البدني العامل الرئيس في تشكيل الأداء القائم على القوة والمرونة، وينقسم إلى:
– إعداد بدني عام: يخضع اللاعب فيه لمجموعة من التمرينات العامّة التي تُمارس في الهواء الطلق بهدف تحسين الأداء، وذلك عبر المشاركة في الرياضات الجماعية ككرة القدم أو كرة السلة
أو الكرة الطائرة وممارسة الرياضات التي تحسّن القدرة على التنفّس كالسباحة وركوب الدرّاجات وتسلّق الجبال.
– إعداد بدني خاص: مجموعة من التمرينات الرياضية الخاصّة التي تهدف إلى تحسين عنصري السرعة والقوة. وفي هذا الإطار، ينصح اختصاصيو اللياقة بالمواظبة على تمرينات القلب في النوادي الرياضية بهدف تدريب المتسابق على الأداء تحت الضغط، ما يمكّنه من مواصلة الجري أو القفز أو الرمي بأفضل أداء ممكن، فضلاً عن التدريب على حمل الأثقال بما يتناسب مع وزن الجسم.
السلوك الرياضي
يمتاز السلوك الرياضي لممارسي ألعاب القوى بالمثابرة وتحدى الذات لتحقيق الفوز، ما يستوجب التحلّي بصفات معينة، أبرزها:
– طاعة المدرب والانصياع لأوامره واحترام القوانين وعدم الاحتجاج على قرارات الحكّام في المسابقات.
– العمل المستمر على تطوير القدرات العقلية والبدنية بما يساعد في تحقيق أرقام قياسية جديدة.
– التمتع بالروح الرياضية والسمات الأخلاقية واحترام قواعد المنافسة الحرة التي تهدف إلى الفوز النظيف.
– الابتكار والمشاركة في إعداد الخطة التدريبية والالتزام بها مهما كانت الظروف.