على طريقة اللاعب البلغاري “ستويشكوف ” الذي سجل هدفا خارقا خلال مونديال أمريكا أجهز يوسف بلايلي على شباك أسود الأطلس في المباراة التي جمعتهم بمحاربي الصحراء أسياد إفريقيا فأمضى على هدف عالمي عن طريق قدفة سماوية باغت بها الحارس المغربي الذي أهين كرويا و سيبقى هذا الهدف رهين ذاكرته و ذاكرة الكرة المغربية لوقت طويل.
فكل من شاهد إمكانيات بلبل الحمراوة السابق يأسفه لعب إبن الباهية في البطولة الخليجية لأنه بصراحة مكانه في الميادين الأوروبية حيث بإمكانه الصولان و الجولان في أعتى الأندية لأنه بات سيروم الفريق الوطني بلا منازع فمثلما عاد من بعيد خلال مسيرته الكروية التي كادت أن تعدم بسبب طيش الشباب أصبح صاحب الحل و الربط في تشكيلة بلماضي و كذلك الماجيك بوقرة على حد سواء.
نعم يا سادة إنه يوسف بلايلي فقصة نجاحه يجب تدريسها في مناهج علم النفس في الجامعات العالمية، فهي شبيهة بقصص بعض أساطير المستديرة،الذين صنعوا التاريخ سواء بتتويجاتهم التاريخية أو بالفضائح التي تسببوا فيها عن طريق الإدمان على شرب الكحول وتعاطي المواد المحظورة،ولكن أغلبهم أنهى مشواره في سن مبكرة مثل البريطاني جورج بيست، الذي أنهكته الخمور وأدريانو البرازيلي الذي عجز عن مغادرة محيط “المافيا” البرازيلية،رغم العديد من المحاولات اليائسة.
يختلف بلايلي عن هؤلاء النجوم لأنه أفلت مبكرا، فقد خرج ابن الباهية من البئر المظلمة التي أوقعته فيها المواد المحظورة، وعاد بقوة مع ناديه السابق الترجي التونسي، ليتوج بعدة ألقاب محلية وقارية في ظرف 18 شهرا فقط، منها الفوز برابطة الأبطال الإفريقية مرتين متتاليتين، وهو انجاز غير مسبوق من لاعب جزائري و بعدها ساهم في جلب النجمة الثانية لمحاربي الصحراء.
مستقبل مظلم توقعه الجميع ليوسف البلايلي، فلم يكن أحد على دراية بأن عزيمة اللاعب قد تقوده مجددًا من أجل التألق والوصول لأفضل لاعب في إفريقيا بعد 4 أعوام من نكسته بشأن تعاطي المواد المحظورة.
بلبل “الحمراوة” السابق خلال عودته مجددا لعالم الكرة هاجمته الصحافة بسبب استهتاره والقضاء على مستقبله بيديه، لكنه عاد من بعيد قاريا و دوليا و حتى عالميا خاصة وأنه كان يمتلك مهارات فنية وموهبة كبيرة للغاية.
للتذكيربدأ بلايلي مسيرته في كرة القدم مع نادي رائد غرب وهران ثم انضم إلى فريق أهلي برج بوعريريج تحت 21 عامًا، ثم انتقل بعدها لصفوف فريق مولودية وهران، ليشد الرحال بعدها إلى فريق الترجي التونسي في عام 2012، ولكنه عاد بعدها إلى الدوري الجزائري في صيف 2014 إلى اتحاد العاصمة، وتم إنهاء عقده بسبب تعاطيه لمواد محظورة.وبعد العودة من فترة العقوبة لعب يوسف البلايلي لصفوف فريق أنجيه الفرنسي، ثم انتقل بعده مجددًا لصفوف الترجي التونسي، ليكتب رحلة تسطير المجد، وبعدها انتقل وجهة فريق أهلي جدة السعودي و حاليا يعتبر اللاعب رقم واحد في نادي قطر.
واستطاع يوسف البلايلي أن يحقق العديد من الإنجازات، جعلته يتفوق على جميع منافسيه، حيث توج ببطولة دوري أبطال إفريقيا في عام 2019، مع فريقه السابق الترجي التونسي.
وساهم صاحب الـ 29 عاما في حصول منتخب محاربي الصحراء على الكأس القارية التي غابت عن خزائن الرياضة الجزائرية قرابة ثلاثة عقود من الزمن و يشارك حاليا مع منتخب المحليين في كأس العرب بقطر حيث يعول عليه المدرب مجيد بوقرة على التتويج باللقب العربي.