ما قل ودل

فرنسا كانت تتفاوض صاغرة مع الجزائر خلال العهد العثماني

الدكتورة حصام صورية رفقة الأستاذ بن جبور محمد

شارك المقال

صرّحت الدكتورة حصّام صورية خلال محاضرتها التي ألقتها بالمؤتمر الدولي حول الجزائر خلال العهد العثماني الذي احتضنته قاعة المحاضرات بقسم التاريخ بجامعة وهران “بن بلة1”, أن فرنسا كانت تتفاوض صاغرة أمام داي الجزائر خلال الفترة العثمانية و أخذت كعينة من هذا الكلام الرحلة التي قام بها العالم الفلكي و الفزيائي “ماري دو لا كودامين” الذي رافق الوفد الفرنسي عند تقديم اعتماده من أجل السفارة لداي الجزائر “كورد عبدي” حينها .

و كشفت نفس الدكتورة عن عدة نقاط التقطها “دولا كودامين” عند تأريخه لرحلته إلى الجزائر التي وصف من خلالها جرأة الداي لدى حديثه للقنصل الفرنسي “دو بوكيو” و الوفد المرافق له المكون من النبيل من رتبة فارس “دو غرونييه” و كذلك الكاتب المعروف “دارسي”,حيث أن داي الجزائر كان حازما و صارما في عدة أمور عند فتح باب التفاوض على عدة قضايا,كما لم يخف ذات المؤرخ خلال كتاباته حفاوة الإستقبال التي لاقاها الوفد خلال هذه الزيارة حيث وصف بدقة لا متناهية كرم الضيافة الذي حظي به وفد السفير الفرنسي,حتى أنه وصف نوع التحلية التي قدمت لهم في قصر الداي في أواني فضية فاخرة و هو ما ينّم حسبه على الحّس الرفيع و الحضارة الراقية التي كان يتمتع بها الجزائريون في تلك الفترة الزمنية و التي كانت بالضبط في سنة 1731 .

و شملت مذكرات المؤرخ الفرنسي الحياة الإجتماعية و كذلك الثقافية و العادات و التقاليد لمنطقة الجزائر.حيث أكد “دو-لاكودامين” أن المجتمع الجزائري كان راقيا في معاملته ضاربا بذلك مثلا لتقدير المجتمع الجزائري للعنصر النسوي و الغيرة الشديدة التي كان يتمتع بها الجزائريون اتجاه زوجاتهم,و دحض المؤرخ الفرنسي كل الإدعاءات التي قيلت في العصر الراهن بأن الأشياء الثمينة كانت تتعرض للسرقة في الجزائر حيث ضرب مثلا باصطحابه لآلة الإصطرلاب للقياسات الفلكية التي أرجعها سليمة معه إلى فرنسا.

و عرّجت الدكتورة من خلال قراءتها لرسائل “دو لاكودامين” إلى الحضارة العمرانية التي كانت تتمتع بها الجزائر حينها,حيث أن نفس الراوي وصف أن البنايات كانت متقاربة في الطول حتى أن تنقل الجيران كان يتم عبر الأسطح.و من خلال تواجد هذا المؤرخ في بلادنا وصف أجواء الفرحة لدى الجزائريين عند استقبال عيد الفطر كما وصف بدقة لامتناهية طعام الجزائريين “القديد” و طريقة تحضيره و تجفيفه.

للتذكير أنه  تم اليوم اختتام فعاليات المؤتمر الدولي حول الجزائر خلال العهد العثماني بعيون الرحالة المغاربة و الأوروبيين,الذي تم تنظيمه من قبل مخبر الدراسات المغاربية, النخب و بناء الدولة الوطنية بالتنسيق مع مخبر مصادر و تراجم.

Share on facebook
Facebook
Share on telegram
Telegram