تم الاعتراف بتراثات ثقافية شعبية لا مادية وإدراجها في لوائح عالمية كتراث إنساني أمس في دورة اليونسكو بباريس، منها (الخط العربي )بمبادرة المملكة العربية السعودية و(الصقارة) ومن قطر ومن فلسطين (التّطريز الفلسطيني) و(القدود الحلبية) سوريا و(التبوريدة)( الفروسية التقليدية) من المغرب (مبادرة الشركة المَلَكيّة لتشجيع الفرس)، والتي تختلف تسمياتها في شمال افريقيا من بلد لآخر، ففي الجزائر تسمى (العلفة) وتكون غالبا في مواسم الوعادي أو الزيارة التي ترتبط بشخصية صوفية روحية،كما تكون في بعض الأعراس والاحتفالات الرسمية.
من المنتظر أن تسجل اليونيسكو أنواعا أخرى من الثقافة اللامادية فمثلا تحرص المملكة العربية السعودية تسجيلها في إطار رؤية 2030 وهي رؤية سياحية ودبلوماسية تهتم بالتراث اللامادي وبالآثار القديمة.
هذا الإدراك الاستراتيجي السياحي والروحي والدبلوماسي حتى وان تقدمت به دولة عربية منفردة أو دعمتها مجموعة من الدول هو انتصار للتراث العربي والحفاظ عليه من الاندثار، لكن أن يُنسب عنصر ثقافي عربي أو مغاربي أو إفريقي مشترك لمنطقة وكأنها جنسية أو مساحة جغرافية تابعة لها فقط هو تشويه للعنصر الثقافي في حدّ ذاته واستحواذ تاريخي وإساءة للذاكرة المشتركة.
إن السّعي وبذل الجهد من أجل تسجيل التراث العربي بمختلف أنواعه خصوصا الشعبي منه يحتاج إلى إدراك واع بأهمية ذلك ورؤية استراتيجية وإرادة وطنية حريصة، وهو أكثر من ذلك إنها دبلوماسية ثقافية روحية وسياحية لها أدواتها ومهاراتها وأهلها العارفون والوطنيون.