مثلما تعرف بلادنا الجزائر تنوعا بيئيا من صحرائها إلى ساحلها و من سهوبها إلى هضابها,تعرف أيضا تنوعا في الغذاء من شمالها لجنوبها و من شرقها لغربها,فمن الزفيتي البوسعادي إلى الدوبارة البسكرية نحو المشحمة البيضية و الشوربة العنابية و كذا البوراك العاصمي,لكن تبقى أكلة “الكارانتيكا” هي العامل المشترك و سلطانة الوجبات الخفيفة لدى كل الجزائريين.
لكن ما هو أصل “الكارنتيكا” و من أي البلاد استقدمت و لماذا سميت بهذا الاسم,و رغم أن التأريخ للأكلات الشعبية الجزائرية جد شحيح غير أن الموروث الشفهي أناب عن الأبحاث التاريخية .
ولمعرفة تاريخ الكارنتيكا نستحضر معكم إحدى حقب المقاومة الجزائرية و بالضبط معركة تحرير وهران سنة 1792,أين نصبت مدافع باي معسكر “محمد بن عثمان الكبير” الذي حاصر مدينة وهران التي احتلها الإسبان مدة ثلاثة قرون من الزمن برا و بحرا.
و نفدت المؤونة لدى الإسبان و دخل الجنود في نوبة جوع شديدة فاهتدى طبّاخ الحامية الإسبانية لفكرة طحن الحمص و ممازجته مع الزيت و الملح و قليل من البيض و أدخل الخليط في الفرن و بعد هنيهة نادى على الحرس لكي يأخذ كل منهم حصته فأعجبتهم الأكلة الجديدة لكنها كانت ساخنة جدا فصاح أحدهم “كاليينتي ” و التي معناها بالإسبانية ساخن.
و حورت الكلمة من حينها إلى “الكارانتيكا” التي غزت منذ ذلك الحين حواري و حومات وهران و ما جاورها, و زحفت بعدها نحو كافة المدن الجزائرية و عرفت تارة بالكاران و تارة بالقارانطيطا باللهجة العاصمية و الحامي في سيدي بلعباس.
و أيا كانت التسمية المهم صّح أكلتكم و موعدنا مرة أخرى مع أكلة شعبية من تاريخ الجاسترونوميا الجزائرية…