مرت سنة على اتفاق التطبيع بين المملكة المغربية و الكيان الصهيوني الذي وقع في 10 ديسمبر 2020 بوساطة أمريكية لتصبح المغرب سادس دولة عربية تطبع مع إسرائيل بعد مصر و الأردن و الإمارات العربية المتحدة و البحرين و السودان.
و في حصيلة لهذا التطبيع تباهى أتباع القصر الملكي بالإتفاق الأمني المبرم مع الصهاينة واصفين إياه بالخطوة الجبارة في مجال التعاون العسكري الإسرائيلي المغربي الذي يخدم في الواقع الدولة العبرية التي ظفرت بعدة صفقات لبيع طائرات بدون طيار تجاوزها الزمن و القبة الحديدية التي أثبتت محدوديتها أمام صواريخ المقاومة الفلسطينية.
في المجال الإقتصادي تبّخر حلم تدفق السوّاح الصهاينة على المغرب تحت دريعة تفشي جائحة كورونا و جفّت مداخيل أنبوب الغاز العابر للمغرب نحو إسبانيا ناهيك عن مخلفات غلق المجال الجوي الجزائري في وجه الملاحة الجوية المغربية.
و في تعقيب على تبعات التطبيع حذّر رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع, أحمد ويحمان, من أن المغرب وصل بعد سنة من التطبيع مع الكيان الصهيوني إلى مستويات “متقدمة من الصهينة” حيث يواجه “تسونامي الإختراق الصهيوني الممنهج” الذي يضع السيادة الوطنية على المحك.
و قال رئيس المرصد المغربي, لدى نزوله ضيفا على حصة حملت عنوان “التغلغل الصهيوني“ أنه “بعد عام من التطبيع, بتنا اليوم في مرحلة متقدمة من الصهينة و وصلنا في أقل من سنة إلى أعلى مراحل التطبيع مع ظهور بوادر الإحتلال و الإستعمار الصهيوني للمغرب” كما نقلته وكالة الأنباء الجزائرية.
و حسب ويحمان, فإن المرحلة الأخيرة من “إتفاقية العار” تشهد سعي عدو المغرب و الأمة العربية و الإسلامية إلى “إشعال نار الفتنة في المنطقة المغاربية ككل , غير أن أخطر ما في الخطوات التي تتعاقب بشكل غير مسبوق يتمثل فيما يمكن أن نسميه تسونامي الإختراق الصهيوني و الذي لم يستبعد قطاعا من القطاعات الحيوية في البلاد“.
و لفت في السياق إلى أنه من بين هذه الخطوات الخطيرة التي يخطوها المغرب إلى جانب الكيان الصهيوني , “تلك التي تمس الجانب الإقتصادي, لا سيما بعد التوقيع على العديد من الإتفاقيات في مجال الدراسة و التنقيب عن البترول و الغاز“ والتي اعتبرها ويحمان “خطرا على مقدرات التنمية في البلاد“.
و أبرز المتحدث أنه تم غزو المجال الزراعي من قبل شركات صهيونية إلى جانب تغلغلها إلى صناعة الأدوية و الأسمدة و لم تتوقف عجلة التطبيع عند هذا الحد بل تعدت الى المجال الأمني و الإستخباراتي من خلال التوقيع على إتفاقيات في هذا المجال. و هو الأمر الذي يرى ويحمان أنه “يرهن أمن و إستقرار المغرب و يضع السيادة الوطنية على المحك“.
و إلى جانب كل هذا -يقول رئيس المرصد- “يحاول الكيان الصهيوني إستهداف النشء من خلال الإختراق الصهيوني للبرامج التعليمية من خلال التغييرات التي ظهرت على الكتب المدرسية”, مستنكرا محاولات الكيان “إستهداف القيم الإسلامية في الكتب المدرسية”, معتبرا أن هذه الكتب أصبحت منفذا “خطيرا” للتطبيع مع الكيان الصهيوني.
و تأسّف ويحمان لهذه “الخطوات الخطيرة للغاية” التي تمضي الحكومة المغربية في إتباعها و التي باتت تطرح موضوع “السيادة الوطنية الذي أثارته بقوة النخبة
المغربية في الآونة الأخيرة لا سيما و أن المغرب ولج مرحلة الإستعمار الصهيوني بفقدانه سيادته على مقدرات الأرض وما تحت الأرض و الإرادة و القرار السياسي“.
و هو الأمر الذي قال ويحمان أنه “يستدعي أن يتجند كل حر و غيور على المغرب للتصدي له لحماية البلاد مما يحاك ضده باعتباره أمرا مصيريا و وجوديا“.
و عاد المتحدث ليؤكد في الأخير أن كل المخططات الصهيونية في المغرب سيكون مصيرها “الفشل” في ظل حالة الإحتقان التي يعيشها الشارع المغربي , مضيفا أن “الحالة النفسية الإجتماعية للمجتمع الصهيوني الذي تأكد لديه أنه لا أفق له في فلسطين يعمل على إيجاد البديل و يعتقد أن المغرب قد يكون البلد البديل لإسرائيل جديدة, للبحث عن أساطير جديدة في المنطقة.
و أضاف أن الكيان الصهيوني يخطط لأن يكون هذا الحلم “المسمار الأخير الذي يدق في نعش الوحدة المغاربية”, غير أنه شدّد على أن “إرادة الشعوب لن تقبل بهكذا منطق”.
للإشارة فإن الحركة الإحتجاجية لأساتذة التعليم بالمغرب أصبحت تهدد بسلسلة إضرابات متكررة تستنكر الإختراق الصهيوني للبرامج التعليمية و لو بطريقة محتشمة.