خلال أهوال الحرب العظمى، كما تم تسميتها، والتي عُرِفت بعد ذلك بالحرب العالمية الأولى، تم استخدام العديد من الحيوانات في مختلف المجالات، إما للمساعدة في التنقل، أو حمل معدّات ثقيلة، أو غيرها.
كانت الخيول والبغال والكلاب والحمام عرضة للغازات السامة لذا كان من الضروري توفير حماية خاصة لها، لأن بدون وجودها، لن تستطيع حتى أعتى الجيوش الجرارة فرض سيطرتها على المجال اللوجستي حينها.
تم أيضا تجهيز الخيول بأقنعة واقية من الغازات فوق أكوامها وتم لحمايتها من استنشاق الغازات السامة مثل الفوسجين.
وكما كان متوقعا، لم تتأثر عيون الخيول بالعوامل والمواد المسيلة للدموع، لذلك كانت أقنعتهم تتكون فقط من أكياس أنف مصنوعة خصيصًا للغرض، ولكن، للأسف، كانت عرضة لتأثيرات مواد كيميائية خطيرة، مثل الكلور وغازات أكثر خطرا، تدخل بسرعة البرق إلى الجهاز التنفسي، وتسبب تقرحات كبيرة في الأنسجة.
من بين مليون حصان بريطاني تم إرساله إلى الخارج للمساعدة في المجهود الحربي، عاد 62000 فقط إلى ديارهم.
كانت هذه هي المأساة المنسية للحرب العظمى والتي تمثلت في هذا الصراع العنيف الذي وضع العديد من الحيوانات في خط النار كما فعل البشر.
لسنوات قليلة، عُرِف القليل فقط عن المعاناة التي لا يمكن تصورها للحيوانات المنقولة عبر القناة إلى الجبهة الغربية.
في عام 1914، كان لدى كلا الجانبين قوات كبيرة من الخيالة، لذلك تم استخدام قوة الخيول والجمال في الحملات الصحراوية طوال الحرب، ولكن على الجبهة الغربية، جعل ظهور أسلحة جديدة مثل المدفع الرشاش عمل فرق الخيالة، صعبًا بشكل متزايد.
مع ذلك، ظلت الحيوانات جزءًا مهمًا من المجهود الحربي آنذاك. حملت الخيول والحمير والبغال والجمال الطعام والماء والذخيرة والمستلزمات الطبية للمحاربين في المقدمة، وكانت الكلاب والحمام تحمل الرسائل بالتوازي.
تم أيضا استخدام طيور الكناري للكشف عن الغازات السامة، وتم تدريب القطط والكلاب على اصطياد الفئران في الخنادق من أجل توفير الطعام للجنود، الذين كانوا مستعدين أن يقتاتوا على الأخضر واليابس من أجل البقاء.
مع أن إعلان لاهاي لعام 1899 واتفاقية لاهاي لعام 1907 حظرا رسميا استخدام “الأسلحة السامة” في الحرب، تم إنتاج أكثر من 124000 طن من الغاز بحلول نهاية الحرب العالمية الأولى. كان الفرنسيون أول من استخدم الأسلحة الكيميائية خلال الحرب العظمى، باستخدام الغازات المسيلة للدموع، مثل إيثيل برومو أسيتات، وكلورو أسيتون.
حدث أحد أوائل استخدامات ألمانيا للأسلحة الكيميائية في 27 أكتوبر 1914 عندما أطلقت قذائف تحتوي على مادة الديانيزيدين / حمض الكلوروكبريتيك المهيجة على القوات البريطانية بالقرب من نوف تشابيل بفرنسا.
استخدمت أيضا ألمانيا مادة مهيجة أخرى، عرفت باسم بروميد الزيليل، في قذائف المدفعية التي أطلقت في جانفي 1915 على الروس بالقرب من بلدة بوليمو، في بولندا.
كان أول انتشار حقيقي وواسع النطاق للحرب الكيمائية الفتاكة خلال الحرب العالمية الأولى في معركة إبرس الثانية، في 22 أفريل 1915، عندما هاجم الألمان القوات الفرنسية والكندية بغاز الكلور. كانت الوفيات طفيفة، على الرغم من أن الخسائر كانت ثقيلة نسبيًا.
تم نشر ما مجموعه 50965 طنًا من المركبات المدمرة للرئة والمسيلة للدموع والمنفطات (مواد كيميائية تسبب عند تماسها مع جلد الإنسان ضرراً كبيراً له يتمثل بتشكل البثور) من قبل كلا طرفي النزاع، بما في ذلك غاز الكلور والفوسجين والخردل.
تشير الأرقام الرسمية إلى وقوع حوالي 1،176،500 إصابة غير مميتة وحوالي 85،000 حالة وفاة ناجمة بشكل مباشر عن مركبات الهجومات الكيماوية أثناء الحرب.