يحّضر بعض مصّممي الأزياء في الجهة الغربية للوطن لهّبة إثبات نسب زي “الجابادوري ” الذي يريد جيران الجهة الغربية نسبته لثقافتهم و تقاليدهم و تعويض فشلهم في الأحقية في مكسب أغنية “الراي” و كذلك طعام الكسكسي.
و مثلما وقفت عليه جريدة “المقال ” لدى إحدى الجمعيات الناشطة بوهران فمعظم بائعي “الجابادوري” باتوا يضيقون ذرعا من السرقة الأدبية و كذا التاريخية لهذا اللباس التقليدي الجزائري , و لأجل إرجاع الحق لأصحابه بادر بعض مصّممو الأزياء تحت غطاء إحدى الجمعيات للتواصل مع هيئة “اليونيسكو” لتصنيف هذا اللباس على أنه من الأزياء الجزائرية العريقة.
و أدخل زي “الجابادوري” للجزائر عقب التواجد العثماني و بالضبط ابتداءا من سنة 1518 م , و يرمز لفظ “الجابادور ” باللغة التركية للباس الدولة للرجل أي لباس الطبقة الراقية حيث لا يزال يحافظ على رقّيه , فيلبسه الجزائريون خلال مواسم الأعياد الدينية و كذلك خلال الحفلات و نرى حاليا أن إعتزاز الجزائري بال” جبادوري” يعتبر بمثابة انتماء للحضارة الجزائرية الضاربة في عمق التاريخ.
و ال”جبادوري” لمن لا يعرفه هو نوع من القفاطن القصيرة المنتشرة في دول آسيا الوسطى و تطّور مع الزمن ليأخذ طابع محلي جزائري و غالبا ما يكون عند الركبة و مفتوح عند الورك أو مفتوح من الأمام , يصنع غالبا من القماش المعروف ب”الأورغونزا”.
و يلبس ال”جبادور” مع الطربوش و أحيانا مع العمامة و البرنوس الجزائري , و يحكى أن وصوله لدى جيران الجهة الغربية يرجع لتوجه بعض العائلات الجزائرية خلال السنوات الأولى من الإحتلال الفرنسي نحو المدن المتاخمة للمغرب الأمر الذي جعل السكان في المناطق المجاورة يقلّدون الجزائريين في ملابسهم .
لكن مع تطّور التصنيفات العالمية للعادات و التقاليد وجب إرجاع لقيصر ما هو لقيصر كي لا يطمع غيرنا فيما دأب على تطويره أسلافنا , و حتى لا يلقى ال”جابادوري” معركة إثبات النسب كما لجأ إليها الجزائريون و بكل عفوية بشأن أغنية ال”راي” و كذلك أكلة ال”كسكسي”.
لذا وجب علينا نحن أيضا كمنبر إعلامي الذود عن مكتسبات أمتنا حتى نرجع حقوقنا كاملة مكتملة و لهذا يبدو أنه لا يزال للحديث بقية في عادات و تقاليد أخرى…