لم تكن جزر القمر معروفة لدى عامة الناس اللّهم إلّا الميكروأقلية من طبقة الأكاديميين أو حتى أصحاب هوايات السفر نحو الجزر العذراء , قصد التفسح و التمنظر بما وهب الله هذه الجزر من جمال أخّاذ يسلب العقول حتى أطلق على هذه الجزر تسمية القمر نظرا لهذه مميزات الطبيعة الخلابة التي تتمتع بها.
و المفاجأة الأخرى التي تفجّرت خصوصا لدى المتتبعين لكرة القدم العرب أن هذه الجزر تعتبر دولة عربية بامتياز و قاطنوها يتكلمون اللغة العربية بطلاقة و يدينون بالإسلام , الذي يرجع الفضل في انتشاره للتجّار العمانيين و كذلك اليمنيين الذين اختلطوا فيما مضى بالسكان المحليين مشّكلين مزيجا متجانسا و متآلفا يعيش تحت راية التوحيد.
تقع جزر القمر في المحيط الهندي، بين مجموعة شواطئ تنزانيا، وموزمبيق، ومدغشقر، وتعتبر أرخبيل مكون من أربع جزر قبالة الساحل الشرقي بأفريقيا، منها ثلاث جزر مستقلّة تتبع جمهوريّة جزر القمر، عاصمتها الرسمية موروني ، أمّا الجزيرة الرابعة فاسمهاَ جزيرة مايوت تقع تحتَ إدارة فرنسا.
و لقد أبلى القمريون بلاءا حسنا في منافسة ال”كان” مؤخرا خصوصا عندما أسالوا العرق البارد لمنتخب الكاميرون صاحب الأرض , حيث لعبوا بناقص لاعب و أيضا دون حارس مرمى الذي أصيب بالكوفيد و عوضه مدافع في مفارقة عجيبة لا تحدث سوى في القارة السمراء.
و العجيب لدى القمريون أنهم حديثو عهد بالكرة الإفريقية حيث انضموا رسميا للإتحاد الإفريقي سوى في سنة 2005 , يعني أنهم حققوا معجزة كروية و كادوا أن يتأهلوا بدل الأسود غير المروضة لولا الكولسة التحكيمية التي تمثلث في إنقاص الوقت و كذلك التغاضي عن الحالات المرضية في صفوف المنتخب القمري , لكن رغم ذلك أبدى أبناء هذه الدولة العربية الفتية روح النّدية.
الأمر الذي جعل خيرة المناجرة الأوروبيين يطلبون خدمات عدة لاعبين من هذه الجزر للإستفادة من فنّياتهم في أندية القارة العجوز لكن المفارقة أنهم باتوا يبحثون عن موقع هذه الجزر بفضل محرك البحث “غوغل” الأمر الذي جعل هذا المحرك يتآلف مع عبارة جرز القمر لملايين المرّات .
لذا فكرة القدم إما تخرج البلدان من العدم إلى الوجود أو تدخل البعض عالم النسيان , فالمستديرة أصبحت ظاهرة سوسيولوجية من الطراز الأول و يعمل عدة علماء اجتماع على فّك شيفراتها لحد الآن .