الجزء الأول
تعتبر حكاية بغداد بونجاح مثال للنجاح في ميدان كرة القدم خصوصا إذا بدأناها من بدايتها , أي من السطر الأول للقصة التي بدأت في حي شعبي “ميموزا” بوهران و انتهت في الميادين العالمية. أين استطاع بغداد بمجهوده الشخصي أن يقطف النجمة القارية الثانية من بلاد الفراعنة لفائدة المحاربين.
قصة السفاح بونجاح الذي جمعتنا به جلسة حوارية العام الماضي آثرنا استعادتها و قولبتها في مقال سردي , سوف نروي من خلاله مراحل صعود نجم المحارب من ميدان ملعب “بن أحمد ” المعروف تحت تسمية “شوبو” إلى ستاد “بن حمد آل خليفة ” في قطر و ذلك عبر عدة حلقات.
و إذ نعيد رواية حكاية بغداد فالغرض منها يبقى لجعله قدوة يقتدي بها الشباب في الوقت الراهن , خصوصا في جانب التواضع حيث لا يختلف إثنان على أن المحارب مثال في التواضع فهو يكلم الصغير و يحّب على رأس الشيخ الكبير و ذلك بشهادة كل من رافقه منذ طفولته إلى اكتمال حكايته مع عالم الكرة التي لا يزال يكتب قصتها لحد الآن .
بونجاح كما روى هو عن نفسه خلال الجلسة الحوارية بدأ مداعبة الكرة منذ صغره , حيث كان لوالده فضل على ولوجه عالم المستديرة بحكم أنه كان أحد مسيري فريق رائد غرب وهران أو “الأرسيجيو” كما يحلو للوهرانيين مناداته , و هو نفس النادي الذي شّب فيه زميله في منتخب المحاربين يوسف بلايلي .
دخوله معترك كرة القدم أظهر فيه بغداد خلال سّنه اليافع مهارات تبّشر بميلاد نجم كروي مستقبلا , حيث تنبأ له أحد شيوخ وهران الذي كان متقاعدا و متابعا للكرة حينها قائلا لزملائه في قعدة “دامّة” و بالحرف الواحد و المقولة لا يزال يتداولها الوهرانيون فيما بينهم لحد الآن ” اسمعوني جيدا هذا الطفل يمكنه أن يصبح نجما و سيلعب يوما ما في الفريق الوطني و أيضا في أشهر الأندية الأوروبية و ستتذكرون كلامي إذا استدعيت للعالم الآخر”.
و بالفعل بغداد بونجاح صنع اسمه بعد قصة كفاح التي امتزج فيها العوز و قلة الشي مع روح إرادة فولاذية , فالفتى المثابر الذي غادر كراسي المدرسة مبكّرا لم يثنه عمله في غسل الصحون في أحد المطاعم كما صّرح سابقا لقناة “بين سبورت” عن ممارسة كرة القدم , فالمعني قالها لنا بالحرف الواحد أنه كان يعلم بأنه سيصبح نجما كرويا و القضية كانت قضية وقت فقط.