ما قل ودل

عبر رحلة زمنية أعادت للأذهان تاريخ الملحمة…أساتذة جامعيون يستذكرون دور الطلبة في معركة تحرير وهران

قراءة فاتحة الكاتب بمحاذاة النصب التذكاري في مقبرة الطلبة بمنطقة السانيا

شارك المقال

نظّم صبيحة اليوم بمناسبة إحياء الذكرى ال 230 لتحرير مدينة وهران النهائي من الإستعمار الإسباني مخبر البحث التاريخي مصادر و تراجم بمعية مخبر مخطوطات الحضارة الإسلامية بشمال إفريقيا التابعين لجامعة وهران 1 “أحمد بن بلة ” و بالتنسيق مع جامعة التكوين المتواصل و أيضا مديرية الشباب و الرياضة رحلة سياحية تاريخية عبر الباصات جابت جميع نقاط رباطات طلبة العلم الذين كان لهم فضل في هذه المعركة الخالدة .

و أطّر هذه الخرجة المباركة التي كان ضيوفها طلبة الماستر 2 الضباط من المدرسة العليا للإدارة العسكرية ثلة من الأساتذة الجامعيين , الذين أشرفوا بالتناوب على شرح كيفية دخول طلبة العلم و كذا شيوخهم من مقاديم الطرق الصوفية معترك الكفاح المسلح لتخليص مدينة وهران من سلاسل الإستعمار الصليبي .

إنطلاقة الرحلة نحو زمن الباي محمد بن عثمان الكبير كانت بكلية العلوم الإسلامية و الإنسانية بجامعة وهران 1 “أحمد بن بلة ” , حيث تعاقب على الكلمة الإفتتاحية كل من عميد الكلية المذكورة و أيضا عميد كلية الإعلام و الإتصال و عدة باحثين و باحثات في ميدان التاريخ بمختلف حقبه , أين نوّهوا بمثل هذه الخرجات التي يستفيد منها الطلبة و ينعش الأكاديميون من خلالها رصيدهم المعرفي عبر تبادل المعلومات التاريخية .

بداية العد الزمني للعودة إلى الوراء جاء عبر  أول نقطة في مقبرة جيش “الطلبة” التي تقع بمنطقة السانيا , أين تلقى الحضور من الطلبة و الأكادميين و كذا الطلبة الضباط  و جمع من محبي تاريخ وهران و الجزائر عموما شروحات وافية و كافية أدلى بها عبر محاضرة في الهواء الطلق أمام النصب التذكاري للطلبة الشهداء في مختلف رباطات تحرير وهران الدكتور بلحاج محمد الذي أمتع الحضور بالتاريخ السردي عن الكيفية التي تمت بها عملية الفتح المبارك .

و استحضر من خلال شروحاته شخصية الباي محمد بن عثمان الكبير الذي كان محبا للعلم و العلماء , الذي تلقى بصدر رحب رغبة مشاركة الطلبة و مشايخهم في عملية التحرير , و ذكّر الحضور عبر صورة كلامية عن الأوقات التي كان يقضيها الطلبة في الصلاة و التعّبد و كذا الصوم و الدعاء بغية تحقيق الفتح العظيم الذي قورن حينها بسقوط القسطنطينية .

كل هذه الأمور الروحية دون تراخي الطلبة عن التدرب على مختلف الأسلحة لغاية انتظار ساعة الصفر , التي دخل فيها جيش الباي بن عثمان القادم من معسكر في أولى المناوشات العسكرية مع الإسبان التي كان أبطالها الطلبة و مشايخهم من عيار عبد القادر المشرفي , الشيخ بن حوّة و كذلك سيدي أمحمد بن عودة الذي قضى في المكان الذي تحمل الحديقة المحاذية لجسر “أحمد زبانة ” إسمه حيث خلّد الباي بن عثمان ذكراه عبر قبّة تذكارية لا تزال مزارا لحد الآن .

و بعد قراءة الفاتحة على الشهداء الذين قضوا و لم يبدلوا تبديلا خلال هذه المعركة الخالدة , جاء الدور لتلقي شروحات بينية على أرسام وهران القديمة كالحي العتيق برأس العين الذي يحتضن ترابه رفات الصالحين و العلماء و القادة العسكريين من عيار الشيخ إبراهيم التازي و أيضا الباي محمد بن عثمان الكبير الذي نقلت رفاته من قبل الطيب المهاجي من المدرسة المحمدية لمقبرة “مول الدومة ” و قيل أنه دفين نواحي قرية البرية أيضا في انتظار التحقيق و التمحيص من أهل الدراية التاريخية .

و كانت النقطة الأخيرة خلال هذه الرحلة الزمنية التاريخية لزمن المجاهدين البواسل الذين زعزعوا أقوى إمبراطورية في التاريخ الحديث , هي رباطات جبل المرجاجو أو جبل “مول المايدة ” أو “سيدي هيدور ” التي رغم تعدد أسمائها إلا أن الباحثين و على رأسهم البروفيسور ” محمد بن جبور ” اختصروها في الإرادة الفولاذية و حب الشهادة في سبيل الله التي ضرب من خلالها طلبة العلم الذين قدموا من كل أصقاع الوطن لتحرير وهران من المستعمر “الكافر” كما كا ينادى فيما مضى أصناف من صور حب الوطن و الدفاع عن مقدساته الغالية.

حيث يضيف الأستاذ “محمد بن جبور” أن الطلبة لعبوا دورا محوريا و مفصليا في تحرير وهران تماما كما فعل أسلافهم في الثورة التحريرية المباركة عندما قاطعوا الدراسة للإلتحاق بزملائهم في الجبال و الأحراش و الغابات و الصحراي لأجل إعلاء كلمة “الله أكبر ” و “تحيا الجزائر ” .

و عموم القول حول الحديث عن هذه الرحلة التاريخية أنها تعتبر فريدة و الأولى من نوعها , حيث شاركت فيها مختلف الأطياف مجسدة في جامعة وهران و أكاديمييها و مديرية الشباب و الرياضة و مختلف كوادرها كرئيس مصلحة الشباب السيد دحومان محمد و كذلك مدير بيت الشباب ” 50 سرير ” بمارافال السيد بوريش مصطفى الذين تفانوا في التحضير اللوجيستي للرحلة.

دون نسيان الدور المحوري الذي لعبته جامعة التكوين المتواصل بفضل مديرها الدكتور مختاري خالد و كذلك ممثلها الأمين العام للنقابة السيد محلي محمد الأمين الذي دأب على إنجاح المبادرة من ألفها ليائها .

        الأستاذ بلحاج محمد يشرح تضحيات طلبة العلم في معركة التحرير

 

وقفة ترحمية على شهداء طلبة رباط جبل “مول المايدة “

الأستاذ بن جبور أثناء قراءته للكلمة الإفتتاحية
Share on facebook
Facebook
Share on telegram
Telegram