تعتبر متوسطة “محمد بن سعيد ” بمدينة وهران و بالضبط في حي مارافال من خيرة الهياكل التربوية التي ترعرع فيها خيرة نوابغ المجتمع الوهراني , فأينما توّجه بصرك ذات اليمين و ذات الشمال في مدينة وهران أو حتى خارج الوطن تقابلك نوابغ تخرجت من هذه المنشأة التربوية .
و يبدو أن قدماء هذه المتوسطة لم ينسوا جميل هذا الصرح التربوي حيث توّلدت لدى بعضهم فكرة إنشاء جمعية خاصة بقدماء مدرسة “محمد بن سعيد ” قصد الوقوف لجانبها معنويا و لما لا ماديا كعربون وفاء لأيام جميلة قضّاها المعنيون في هذه المتوسطة و من خلال تحصيلهم العلمي استطاعوا شّق طريقهم فيما تبقى من مشوارهم الدراسي و بعدها العملي .
فهناك من أصبح منهم علماء بارزون خارج الوطن ناهيك عن امتهان البعض الآخر التدريس الجامعي حيث نال معظمهم مرتبة الأستاذية , و هناك من تقّلد الرتب في سلك العدالة حتى أصبح يشغل منصب قاضي أو حتى وكيل الجمهورية ناهيك عن لاعبين و رياضيين بارزين الذين باتت أسماءهم نار على علم في رياضة النخبة .
و جميع من درس في هذه المتوسطة التي سميت بدورها على أحد الأساتذة الذي وافته المنية خلال جلسة تصحيح أوراق أحد الإمتحانات , يرى بأنه بات من الضروري تكريم أساتذة زمان لأن ذلك من شيم الكبار و لعل أبرزهم أستاذ اللغة العربية يزيد و أيضا أستاذة العلوم الطبيعية مسكين التي حملت إسم صادوق بعدها و بن سعيد دون نسيان أساتذة الرياضة البدنية من عيار نقاز و معمر و كذلك شريقي و أيضا استاذة الفيزياء بن ناصر .
و القائمة لا تزال طويلة فمنهم من تقاعد و منهم من تقّلد رتبا عليا في مجال التدريس بعدها , و الحديث عن أسرة التدريس سيقودنا حتما لذكر أسرة الإدارة من عيار المديرة السابقة علاب مليكة و كذلك المرحومة الحارسة العامة السيدة عمور و حتى أبسط عامل و يتعلق الأمر بالحارس عزيز .
و من خلال هذا المقال الذي استحسنت جريدة “المقال” فكرة تأسيس جمعية , ووضعت أيديها في يد قدامى المتمدرسين في متوسطة بن سعيد للوقوف على تكريم كل من لا يزال على قيد الحياة ممن أشرفوا على تربية أجيال الأمس أحسن تربية قبل تلقينهم أبجديات التعلم و كذا الترحم على من قضى منهم دون أن يبدل تبديلا .
و نرجو من هذا المنبر تعميم مبادرة تكريم الأسر التربوية و كذا الإدارية كنوع من التحفيز من أجل رد الجميل و لو بالكلمة الطيبة , فألف تحية لكل من أشرف و درّس و درس في متوسطة “محمد بن سعيد ” بمارافال و عقبال التركيم الفعلي للمربين السابقين و شكرا و ألف شكر لكم يا أساتذتنا و معذرة لمن لم نذكر أسماءهم لأن قائمة اصحاب الفضل طويلة و طويلة جدا .