ما قل ودل

الأندلس ظّلت تصّلي سّرا لخمسة قرون

صورة لأحفاد بني أمية الذين لا يزالون في الأندلس

شارك المقال

تعجز كلمات البلغاء ، و تسيل دموع الرجال قبل النساء ، حين تذكر حوادث لا يظنها الغالب من الناس إلا من وحي الخيال , حيث أن قصص عذاب الموريسكيين لا تزال تروي عذابات أشخاص أجبروا على التظاهر باعتناق المسيحية و التخلي عن الإسلام قهرا و خوفا من محاكم التفتيش التي كانت تحرق الناس أحياء , و فيما يلي بعض قصص المقهورين التي لا نزال نعيشها لحد الآن .

* قبل تسعين عاما رجل إسباني غرناطي يدخل على مصّلى لجنود مغاربة استدعاهم الجنرال فرانكو للمشاركة مع جيشه في الحرب الأهلية الإسبانية ، يستخرج لباسا إسلاميا قديما و يصّلي معهم ، حين سئل عن هويته ، قال أنه من بقايا المسلمين في غرناطة .

* أحد الإسبان يروي لأحد الأشخاص من الجالية العربية في إسبانيا أنه يذكر و هو طفل جدته كانت مواظبة على الصلوات الخمس و قراءتها الدائمه للقرآن الكريم .

* رجل يواظب على الصلاة و قراءة القرآن الكريم حتى وفاته قبل ثلاث و ثلاثين عاما ، في جبال شقورة إلى الشرق من جيان .

* فتاة تدرس في جامعة مدريد ، تلتقي بباحث مسلم ، فتصّرح له أنها من قرية منعزلة في جبال بلنسية شرق الأندلس ، و أن سكان قريتها كلهم مسلمون ، لكنهم يعرفون القليل عن دينهم .

*مسافران عربيان يلتقيان برجل من أهل لشبونة عاصمة البرتغال ، فيصّرح لهما أنه من عائلة تتوارث إسلامها أب عن جّد منذ زمن الحكم الإسلامي .

* صبية من قرية في جبال البشرات جنوب شرق غرناطة ، تسمع عن وفد صحافي عربي ، يجري استطلاعا في غرناطة ، فتلتقيهم هي و بضعة من أهل منطقتها , و تقول لهم باكية, لماذا ذهبتم و تخليتم عنا .

نعم هي قصص نراها غريبة و بعيدة عن التصديق ، لأننا لقّنا تاريخا مختلفا تماما عن الواقع , تاريخ كتبه المنتصرون , أما الواقع فكان آهات و عذابات مكبوتة للمعّذبين , ملحمة سرية , و استغاثات إن لم يسّجلها التاريخ, فمن المؤّكد أنها سجلت و ستجزى من رب العالمين .

للتذكير أنه منذ وقوع غرناطة تحت سيطر ة الملكين الكاثوليكيين إيزابيلا و فيرناندو قتل حرقا ما يقارب ال20 ألف عربي و هجّر مئات الآلاف إلى شواطئ شمال إفريقيا بمساعدة من الأسطول الجزائري العثماني .

و بقي ما بقي من الأندلسيين يصّلون و يتعّبدون سّرا بشعائر الإسلام لما يفوق الخمس قرون جيلا بعد جيل و كابرا عن كابر , و تأتي الآن إسبانيا لتحاضر في ميدان حقوق الإنسان و عن كيفية تصفية بقايا الإستعمار فيا له من استغباء في زمن الغباء .

 بتصرف عن صفحة الحضارة الأندلسية
Share on facebook
Facebook
Share on telegram
Telegram