طالب الإسبان يوم أمس من خلال مسيرة جماهيرية جمعت جميع الأطياف حكومتهم التي يقودها التيار الإشتراكي الذي يتزعمه بيدرو سانشيز بالكف عن تمويل الأوكرانيين خلال الحرب الأخيرة التي يشنها الروس عليهم باعتبار أن تلك الأموال الأجدر أن تصرف على إسبانيا بالنظر إلى الأزمة الخانقة التي بدأت تكشف عن ذيولها في الوقت الراهن .
و مخافة أن يكون القادم أسوأ بالنسبة للإقتصاد الإسباني أبدى المتظاهرون عن امتعاضهم من هشاشة السياسة الإسبانية على الصعيد الخارجي و طالبوا حكومتهم بعدم الوقوع في فخ مستنقع مخلفات الحرب الروسية الأوكرانية , و طالب المتظاهرون بعدم التدخل في الشؤون الخارجية للدول و عدم دفع فاتورة حروب لا ناقة لإسبانيا فيها و لاجمل حسب اللافتات التي حملها المتظاهرون .
علما أن المؤشرات الإقتصادية الإئتمانية في إسبانيا باتت تدق ناقوس الخطر و أصبح الإسبان على شفير أزمة اقتصادية , يمكن أن تهّدد مستقبل حكومة سانشيز التي بدأت تفقد مصداقيتها و شعبيتها أمام الشعب الإسباني.
خصوصا مع تبّدل موقفها أمام قضية الصحراء الغربية بنسبة 360 درجة و هو ما جعل الجزائر تدخل على الخط و تباشر في تطبيق أولى العقوبات كإجراءات تأديبية أولية اتجاه إسبانيا ,كرّد فعل أولي لإدارة ظهرها لحقوق الشعب الصحراوي من خلال وقوفها لجانب المغرب في مقترح الحكم الذاتي مؤخرا , حيث جاءت أولى العقوبات بمنع شركة الخطوط الجوية “إيبيريا” من مزاولة نشاطها اتجاه المطارات الجزائرية إلى غاية إشعار آخر .
في نفس الوقت و تماشيا مع هذه العقوبات رفضت الجزائر أيضا السماح بإعادة المهاجرين غير الشرعيين إلى أجل غير مسمى , و يبدو أن اتخاذ الجزائر لهذه القرارات الصارمة جاء نتيجة إنقلاب أصحاب القرار في العاصمة مدريد على القضية الصحراوية التي تعتبر إسبانيا المتسببة الرئيسية في بقاء القضية الصحراوية عالقة نتيجة عدم فصلها النهائي في إنهاء الإستعمار .
حيث أضحى يطالب الإسبان بمهادنة و استرضاء الجزائر و ذلك ما جاء على لسان الديبلوماسي الإسباني الأسبق إينوسينسيو أرياس منذ يومين الذي وجه رسالة لرئيس حكومة بلاده، ينتقد فيها موقفه تجاه الصحراء الغربية والمساس بعلاقات بلاده مع الجزائر.
حيث اعتبر إينوسينسيو أرياس، في حوار أجراه مع صحيفة “أبيسي” الإسبانية، التحول الإسباني “مفاجئا ومخزيا”، و “هو منافي لما تدافع عنه الأمم المتحدة بخصوص ملف الصحراء الغربية “، لافتا إلى أنه في الوقت ذاته منافيا للسياسة الخارجية التي انتهجتها إسبانيا طيلة 47 سنة.
وفي سؤال حول ما يتوجّب على إسبانيا القيام به للتقرب من الجزائر، ردّ الدبلوماسي الإسباني بقوله “إنه من الصعب الاقتراب من الجزائر إذا اعتبرت أنك خنتها” و في السياق نفسه أشار ذات الديبلوامسي إلى أنه من الصعب على مدريد إقناع الجزائر بالحصول على كميات إضافية من الغاز، لكونها تمتلك عملاء كثر يسعون إلى شراء غازها، مؤكدا أن ” الباعة هم من يمتلكون اليد العليا “.