أخذت مخلفات الحرب الروسية الأوكرانية منحى آخر هذه الأيام في أالقارة العجوز فبعد مقاطعة بلدان الإتحاد الأوروبي لكل ما هو روسي بدءا بالحصار الٌإقتصادي و كذلك المقاطعة الرياضية و استثناء كامل المنتخبات الروسية لمختلف الرياضات من المنافسة الدولية ها هي قطيعة من نوع آخر تطرق أبواب الكرملين و يتعلق الأمر بإدارة أوروبا ظهرها للثقافية الروسية .
حيث وصل كره أوروبا لكل ما هو روسي إلى تجّرأ جامعة “ميلانو بيكوكا” بإيطاليا إلى حظر تدريس الأدب الروسي بدءا بإيقاف إحدى الدورات التعليمية التي تشرح الفن الروائي للكاتب الروسي”فيودور دوستويفسكي”
وشملت سلسلة الإجراءات المتخذة من جانب الغرب ضد روسيا عقوبات سياسية، اقتصادية وحتى رياضية، لكن إجراءات العقاب الأوروبي وصلت إلى حد من الغرابة لدرجة حظر روايات الكاتب الروسي “فيودور دوستويفسكي” , حيث أعلن أستاذ في نفس الجامعة أنه تلقى بريدًا إلكترونيًا من إدارة الجامعة يبلغه بوقف دورة دراسية كان مقررًا إنطلاقها بالجامعة وتتناول 4 محاضرات عن “دوستويفيسكي ” .
وأشارت مصادر عبر وسائط التواصل الإجتماعي إلى أن الأستاذ الجامعي وجد في البريد الإلكتروني مبرراً من الجامعة لإلغاء الدورة الدراسية وهو منع حدوث أي سجالات عنيفة في الفترة الحالية بسبب وجود حالة من الشد والجذب بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا.
و يبدو أن الطلاب الإيطاليين لم يستسيغوا ما يحدث بسبب الحرب الأمر الذي تسّبب في رّدة فعل على مستوى وسائط التواصل الإجتماعي أجبرت على ما يبدو إدارة الجامعة على إعادة الدورة الدراسية كما هو مخطط له الأسبوع القادم.
و دائما فيما يتعلق بتهميش كل ما هو روسي قرّر المعرض الوطني في لندن تغيير تسمية لوحة “الراقصات الروسيات” للرسام الفرنسي إدغار ديغا لتصبح “الراقصات الأوكرانيات” و هو ما يوّضح جنون الساسة الأوروبيين لمحاربة حتى الثرات و الإرث الثقافي الروسي .
بالمقابل قابل الروس هذه الحرب الشعواء بنشر بلدية موسكو ملصقات عديدة في شوارع العاصمة ردّا على قرارات بعض الدول الأوربية التي تمنع كل شيء له ارتباط بروسيا حيث كتب على لوحات إشهارية في محطات الحافلات بموسكو عبارة ” لم يعودوا يخرجون مسرحيات تشيخوف في أوروبا…أما نحن فلن نتوقف عن حب شكسبير …لا يمكن إلغاء الثقافة”.
و يأتي هذا التصرف الذي صدر من النظام الروسي كرّد فعل غير عدواني و يدخل كما هو معلوم ضمن نطاق الحرب النفسية التي أضحى الجانب الروسي متحكم فيها إلى حد كبير , و في حين ينتظر الغرب تركيع الروس و عقد مصالحة بشروطهم لا يزال الدّب الروسي متعّنتا في شتى المجالات و كل هذا يحدث و القصف على أوكرانيا لم يتوقف لينذر بدخول الأزمة لطريق مسدود لن تنفع معه سوى قوة السلاح على ما يبدو .