الباحث في التاريخ خلف الله زكرياء
إن سقوط عواصم الأمير عبد القادر قبل الزمالة جعلته يبادر بإنشاء عاصمته المتنقلة تحت إسم (الزمالة) حتى تكون حصنا له لما ينجر من مخاطر من قبل الإحتلال، وأيضا من أجل تطوير الحرب الحركية لمواصة الكفاح ضد فرنسا.
والزمالة هي عبارة عن مدينة متنقلة ضاربة في عرض الصحراء تمتد من تاڨدمت إلى جبال العمور، وهي عبارة عن مجموعة من الخيام مابين “خمسين ألف وستين ألف” ساكن مدني، حيث وصفها الأمير عبد القادر للجنرال “دوما” الذي كان قنصلا عنده بمدينة معسكر على أنها تتكون من “ستين ألف نسمة “. وقد كانت تتكون من ثلاثة أقسام:
- الزمالة: وفيها مقر الأمير وآل بيته وحاشيته.
- الدوائر: المدنيون من شعبه النساء والأطفال والباعة والصناع.
- المحلة: معسكر الجند المحارب ومضارب صنع السلاح ومستودعات الذخائر والمؤن.
كان الدوق دومال يسعى جاهدا للبحث عنها حتى يضرب عصب قوة الأمير عبد القادر التي كانت تكمن في عاصمته المتنقلة، وفي حدود سنة 1843م وبعد مسار طويل من مقاومة الأمير عبد القادر كانت زمالته تتموقع مابين “عين طاڨين بتيارت وجبال العمور”.
حيث فر عبدا من أهل الدائرة كان مأسور عند الأمير وقبض عليه من طرف الجنرال دومال فركب الأخير محلته ومخزنه فورا وسار بهم حيث أخبر ففي يوم الخميس وعلى بعد أربعين كلم من تيارت وجدت زمالة الأمير بعين طاڨين في 16ماي 1843م.
و قامت قوات الاحتلال الفرنسي بمهاجمتها من الجهة الجنوبية من طرف فرقة “قناصة إفريقيا” بقيادة العقيد موريس , وبعد ساعة ونصف تمت محاصرة السكان الذي بلغ عددهم حوالي 60000 نسمة حيث قتل حوالي 300 جندي.
بينما فقدت القوات المهاجمة 09 قتلى و12جريح , وبعد ستة أيام بالمنطقة تم نهب عدة غنائم قدرت ب40000 ألف رأس ماشية، وفي 17ماي 1843م احترقت جميع الخيام واختطف حوالي 6000 شخص، واستحوذوا على مكتبة الأمير التي كانت تحوي كتب ومخطوطات نادرة بعض منها اليوم في أرشيف وزارة الحربية الفرنسية.