في خرجة غير متوقعة و التي شق من خلالها ممثل أفلام الحركة و بطل الرياضات القتالية المشهور ستيفن سيغل عصى الطاعة في هولييود أكبر مجّمع صهيوني لصناعة السينما الأمريكية بعدما أيّد يوم أمس علنا سياسة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين .
هذه الخرجة بالرغم من أنها لم تأت من رجل سياسي محّنك إلا أنها ذات ثقل لصالح الجانب الروسي , خصوصا من ممثل من عيار سيغل الذي يملك الملايين من المعجبين في أمريكا و عبر العالم و هو ما يعني تبّدل فكرة رؤية الشباب الأمريكي خصوصا للحرب التي تدور رحاها في اقصى الشرق .
و انفلات هكذا ممثل ذو السمعة الطيبة من أكبر مجمع سينمائي عالمي , يعني بروز عدة إنشقاقات سوف تحدث مستقبلا في صفوف الممثلين الأمريكان الذين لحد الآن لم يبدوا أراءهم بصراحة حول الصراع الروسي الأمريكي .
تصرف ستيفن سيغال صاحب حزام الدرجة الثامنة في الأيكيدو و الذي سبق له و أنه كان عميلا استخباراتيا للولايات المتحدة في سنوات السبعينات و الذي كان ضمن الحرس الخاص بالرئيس ريغان , يرجعه البعض لكره هذا الممثل للسياسة الغوغائية التي بالغت في فرضها أمريكا على العالم معتبرا أن بلاده تتدخل كثيرا فيما لا يعنيها خارج أراضيها .
ضف إلى ذلك فإن الرجل يعتبر من حماة الطبيعة و ضد التنقيب عن الغاز الصخري في أمريكا الشمالية و هو ما يعتبر منافيا لأعراف السياسة الأمريكية الحالية , و أيضا هو ينحذر من أصول الهنود الحمر السكان الأوائل للقارة و لم ينس كيف هجّر و نكّل بأجداده إلى درجة النفي في المناطق الشمالية الباردة بينما نعم الرجل الأبيض بخيرات و نهب ذهب و ثروات أجداده .
و يمكن تفسير خرجة ستيفن سيغال الذي منحه الرئيس الروسي بوتين الجنسية الروسية , على أنها أيضا مماثلة للتي قام بها بطل العالم في الفن النبيل للوزن الثقيل المرحوم محمد علي كلاي الذي سبق له و أن عارض بشدة حرب أمريكا على فيتنام و تحدى الرئيس نيكسون حينها بعدم أدائه الخدمة العسكرية , و اتهم أمريكا علنا و في عدة مناسبات بالعنصرية و بانقيادها للسياسة الصهيونية الأمر الذي كلّفه إيقافه عن خوض منازلات الملاكمة و تجريده من لقبه العالمي في أقسى صورة للظلم و التمييز يتعرض لها رياضي في التاريخ .
و تعتبر هذه هي الصفعة الثانية التي تتعرض لها هولييود و هزّت أركانها هذا العام , حيث كانت الصفعة الأولى هي تلك التي تلقاها مقّدم حفل الأوسكار الذي انهال عليه الممثل العالمي وييل سميث بعدما تنّمر الأول على زوجته , الأمر الذي جعل مجّمع هولييود الماسوني العالمي يقصي سميث من حضور الحفلات لمدة عشر سنوات .
فهل حادثة وييل سميث و انشقاق ستيفن سيغل سوف تكون إيذانا لمزيد من الإنشقاقات و الإنزلاقات في صفوف الممثلين ؟ , و هل سوف تدخل موسكو معترك المنافسة السنيمائية إلى جانب هولييود و تمويل السينما العالمية لكي تخطف صدارة العمل السنيمائي العالمي الذي طالما مرّرت أمريكا منطق قوتها و جبروتها من خلاله ؟…