لا تزال العملة الروسية الروبل تواصل إرتفاعاتها القياسية في مجال البورصة و باتت هذه العملة مفخرة للروس الذين لا يزالون مصّممين على فرض التعامل العالمي بها خصوصا فيما تعلق ببيع المواد الطاقوية مع الدول غير الصديقة على حسب تعبير الرئيس فلاديمير بوتين .
و صّرح بذات الشأن رئيس ديوان المحاسبة الروسي، أليكسي كودرين، إلى أن العملة الروسية الروبل سيزداد دورها تدريجيا مع اهتمام دول أخرى بالتجارة المتبادلة مع روسيا ,و فنذت في ذات الوقت وزارة المالية الروسية نفت تقريرا نشرته شبكة “سي إن إن” الأمريكية عن تخلف روسيا عن سداد سندات دولية، مؤكدة أن “روسيا تمتلك الأموال اللازمة للوفاء بالتزاماتها المالية.
لكن الإجراءات غير القانونية للبنوك والحكومة الأمريكية حسب الروس هي التي أوقفت سداد مدفوعات روسيا بالعملة الأجنبية و منعت بعض المستثمرين الأجانب من استلام مستحقاتهم خصوصا وأن روسيا بصفتها مقترضا مسؤولا، احتفظت بالمبالغ الضرورية بالعملة الروسية في حساباتها لحماية المستثمرين .
و في الجانب الأمريكي سجلت الولايات المتحدة حسب تقارير صحفية جاءت وفق إحصائيات ذات طابع اقتصادي أعلى نسبة تضخم منذ خمسين سنة , و هو ما اعتبر بمثابة جرس إنذار يمكن أن تعصف رنّانه بالإقتصاد الأمريكي المشرف على الإنهيار , الأمر الذي جعل بعض المؤسسات الأمريكية تحتاط في التعامل مع هذه الحالة الإستثنائية و هو ما ينذر بتسريح العمال و شطب أبواب بعض الشركات إيذانا بالدخول في الأزمة الإقتصادية .
هذه الأوضاع الكارثية جعلت الإعلام الأمريكي ينقلب رأسا على عقب على الرئيس جو بايدن الذي وصفه بعض الصحفيون بتطبيق سياسة الهروب نحو الأمام , ففي حين كان الأجدر به إيلاء الإهتمام بالأمور الإقتصادية لبلاده راح يصطاد في المياه العكرة للمستنقع الروسي حيث اتهم نظام الكرملن بارتكاب مجازر دموية في أوكرانيا مثلما أشار إلى ذلك أحد الصحفيين .
للإشارة أن المعركة الدبلوماسية بين الغرب و الروس لا تزال مشتعلة نيرانها حيث طبقت روسيا مبدأ المعاملة بالمثل مع كندا و أمريكا , أين فرضت موسكو عقوبات على 398 عضوا من مجلسي الشيوخ والنواب الأمريكيين و87 برلمانيا كنديا حسب تقرير روسي , ردا على ما بدر من هاتين الدولتين في حق الدبلوماسيين الروس و هو ما أضحى يؤّجج الأوضاع أكثر و يرّشح الأمور إلى التصعيد مستقبلا .