ما قل ودل

فرنسا الحريات تحتضن كلبا و ترمي إنسانا في الشارع

صورة للمتشرد و هو يحاول حماية جروه

شارك المقال

لقد اختلطت مبادئ الحرية مع منهج اللارحمة و اللاإنسانية في فرنسا التي طالما نادت عبر شعاراتها الرنّانة بالمساواة و الحرية و الإيخاء و هي نفس المبادئ التي احتلت من خلالها الدول الإفريقية , فما حدث منذ عشرة أيام بأحد الضواحي الباريسية يندى له جبين الإنسانية حيث قامت إحدى منظمات حماية الحيوان بمحاولة خطف جرو صغير من صاحبه المتشرد الذي ينام في الشارع .

و الأذهى و الأمّر أن عملية الخطف التي رصدت إليها إحدى الجمعيات المعنية بحماية حقوق الحيوان العديد من عناصرها قصد مباغثة المعني الذي ترصّدوه و ترصّدوا حركاته قصد اختطاف الجرو الصغير بحجة أنه لا يستطيع العيش مع المتشرد لأنه لا يستطيع حسبهم تلبية رغباته .

لكن المتشرد تفّطن للكمين الموضوع له من قبل كوادر تلك الجمعية و تنّبه لعملية الخطف فراح يدافع عن جروه و استّرده من أيديهم , في حين أبلغوه هم بأنه يستحيل أن يعيش الجرو في الشارع , لكن المفارقة العجيبة من خلال تصرفهم الأحمق هذا أنهم نسيوا التفريق في لحظة اللاإنسانية بين الإنسان و الحيوان أو الأدهى و الأمّر أعطوا حق العيش بكرامة للحيوان على الإنسان .

ليظهر العالم الغربي من خلال فرنسا التي استعمرت و هتكت عرض الشعوب و هي تدافع الآن بطريقة خائبة على حقوق الحيوان متناسية الآلاف من المشّردين الذين يبيتون في العراء بمحاذاة الجسور الباريسية و باقي المدن الفرنسية , و كذا أنفاق الميترو في مشهد يتكرر كل ليلة ترى فيه الشباب الضائع و كذا الشيوخ و العجائز يفترشون الأرض في عز الشتاء القاسي حتى أن معظمهم يصبحون جثثا هامدة .

لتترجم معاني المساواة و الحرية و الإيخاء في أبهى حللها , و هنا أستذكر حديثي ليس ببعيد مع أحد الفرنسيين الذين اعتنقوا الإسلام و هو يحكي بمرارة على تعّرض والدته للضرب على يد أبنائها و رغبتهم في موتها من أجل الإستيلاء على تركتها بحجة أنها عاشت ما فيه الكفاية و حان لها أن تموت .

نعم إنها فرنسا التي لا تريد إظهار وجهها الحقيقي للعالم و تريد فقط إستظهار نظريات النوع لسيمون زوجة جان بول سارتر و تشجيع المثلية و كل ظواهر التفّسخ و الإنحلال , في حين أنها باتت تنسلخ أخلاقيا و اجتماعيا من الذاخل ما دام الحيوان أصبح أحّق بالحياة من الإنسان و لله في خلقه شؤون .

Share on facebook
Facebook
Share on telegram
Telegram