تحت إشراف البروفيسور سعاد بسناسي مديرة مختبر اللهجات ومعالجة الكلام، تم تقديم الندوة العلمية الحادية والثلاثين لمخبر اللهجات ومعالجة الكلام، من طرف الأستاذ الدكتور عبد الرحيم شنين من المدرسة العليا للأساتذة بورقلة موسومة بـ: مقومات الباحث اللساني العربي في عصر الثورة الرقمية.
والتي شهدت حضور ومشاركة كل من أ.د.حسنية عزاز، عضو في المخبر، الدكتور مصطفى قنبر من قطر، الدكتورة فاطمة بن عدة، جامعة غليزان، عضو في الفرقة الأولى من المخبر، الدكتور كمال عمامرة كمال جامعة الشلف، وعضو في المخبر، الدكتور محمد بسناسي من جامعة ليون الثانية، بفرنسا، والدكتورة نزهة خلفاوي من مركز البحث العلمي والتقني لتطوير اللغة العربية وحدة تلمسان.
و أكّد الدكتور عبد الرحيم شنين على أن سبب طرحه لهذا الموضوع راجع لكونه موضوع الساعة وهو يهم كل باحث، خاصة أنه لاحظ أن الكثير من الباحثين يجهلون كيفية استثمار تكنولوجيا المعلومات في إنجاز أبحاثهم العلمية، وعليه تم طرح السؤال التالي: كيف سيتعامل الباحث اللساني العربي مع هذه التحولات التي مست مجالات البحث؟ .
و كإجابة عنه قال ” إن الباحث اللساني العربي لابد له أن يتكيف مع هذه المستجدات وأن لا يبقى مكتوف الأيدي. لا جرم أنّ للباحث المشتغل بالدراسات اللسانية العربية صفات يجب أن يشتمل عليها , ليكون باحثا لسانيا فاعلا في حلقة تطور علمه، ولئلا يكون نسخة مشوهة عن غيره”.
وتتعدد تلكم الصفات وتتنوع إلى أنواع شتى , حيث قام الأستاذ الدكتور عبد الرحيم شنين بإجمالها في النقاط الآتية “ما يتعلّق بتكوينه العلمي -كالتمكن من ناصية اللغة، وإحاطته بالعلوم اللغوية القديمة- كالنحو والصرف والبلاغة والعروض والمعجميات، وغيرها ، فضلا عن ضرورة اطلاعه الجيد على نصوص اللغة القديمة والحديثة، إضافة إلى أخذه بأسباب من العلوم المتصلة باللغة العربية وتراثها كتاريخ العرب وأيامهم، وكأخذه بالعلوم اللسانية الحديثة وما استجدَّ منها.
وهذه السمة لا نخوض فيها لأنها من أهمّ السمات التي يجب توفرها في الباحث، وانعدامها يعني انعدام جوهره وكنهه. ما يتعلّق بمهاراته و هو ما سيحدث الفارق في مسيرة الباحث العلمية، وتعرض الأستاذ في ذلك لمهارات عدة كاختياره التوجّه الذي سيقضي فيه مسيرته العلمية، واختياره موضوعات بحوثه، وإتقان اللغات، والتمكن من أنظمة تشغيل الحاسوب وبرمجياته والقدرة على إنجاز العمل البحثي بما يناسب النشر العلمي بالمواصفات العالمية.
ضف لذلك كل ما يتعلّق بأخلاق الباحث و لعل اتساع رقعة الإنترنت وانبلاج فجر الثورة الصناعية الرابعة يسّر الكثير من سبل البحث , فغدا ما نَدُرَ وَفِراً، وما عزَّ كَثِراً، غير أنّ هذا يفرض على الباحث تحت ظل هذا العصر أن يتحلَّى بأخلاقٍ دعت إليها ضرورات المرحلة أكثر من أي وقت مضى كالنية في البحث وهي ذات أهمية عظمى، فطالما سمعنا بأصحاب البيت الشهير: على قدر الكساء مددت رجلي فإن طال الكساء مددت أخرى و هي صفة الأمانة العلمية.
و أيضا الاعتراف بالفضل والأسبقية و العمل على التميز والريادة و التخلّص من ظاهرتي الأنانية والبخل العلمي، والتدرب على العمل البحثي وفق مجموعات.