أصبح العالم الغربي في الوقت الراهن شغله الشاغل هو توجيه الإتهامات بكل الأوزان إلى روسيا فيما يخص عدم احترام حقوق الإنسان و التسبب في الإبادة الجماعية , متناسيا ما يقوم به و ما قام به الكيان الغاصب في صبرا و شاتيلا و العدوان على غزة و على الشيخ جرّاح و منذ أيام فقط إجتياح المستوطنين لحرمة المسجد الأقصى .
فتاريخ العالم الغربي الذي يدّعي حب السلام و احترام الإنسانية مخّضب بدماء الأبرياء , فمن ملجأ العامرية في حرب الخليج الأولى التي تفّحمت فيه الجثت , إلى حرب فيتنام التي كانت حقل تجارب للأمريكان الذين أسقطوا وابلا من قنابل النابالم و ما شابه ذلك من الأسلحة البيولوجية الفتّاكة .
و إذا كان ذلك حدث في العالم الحديث فتاريخ العصور الوسطى أمره جلل , فغير بعيد أي منذ شهر تقريبا سّربت إحدى الصحف الذائعة الصيت الإسبانية صورا مريعة لجثت مسلمين لا تزال تقبع في أقبية إحدى الكنائس الواقعة ما بين إسبانيا و البرتغال و كانت لمسلمين موريسكيين أثناء فترة محاكم التفتيش .
فالمنظر الذي تسّترت عليه الكنيسة منذ قرون خرج إلى الوجود و كأن الجثت أبت إلا أن توجه الإتهام لفظاعة ما عانوه خلال التعذيب المريع الذي قضى من خلاله الملايين من المسلمين جراء تمسكهم بدين الحق و رفضهم النتصير بالقوة , نعم يا سادة تم اكتشاف قبو فيه أنصاف جثت و أرباعها و بعضها تحنطت بفعل عامل الرطوبة في الأقبية و ظل القساوسة يحتفظون بها منذ قرون .
الإكتشاف الفظيع جعل المسلمين ينتفضون و يطالبون بدفن هاته الجثت التي ترجع للأسلاف المسلمين الذين أوذيوا و نكّل بهم لكنهم أبوا إلا أن يبقوا على دينهم على الطريقة الإسلامية , و ذلك كآخر تكريم لمن بقي على العهد مرابطا .
و تبقى هذه الجثت تشهد على فظاعة و هول الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها العالم الغربي الذي يدّعي التحّضر و يطالب بإيقاف الحرب على الأوكرانيين , في حين لا يزال يدير ظهره لما يقع في فلسطين و يسكت على ما يعانيه الشعب الصحراوي و كذا مسلمي الويغور في الصين و يرفض الإعتراف بما يعانيه مسلمي ميانمار و هلّم جرّا فكفى العالم الغربي إعطاء دروس للإنسانية على جثت أبرياء البشرية .