ما قل ودل

الإتحاد العام للعمال الجزائريين بالباهية يكّرم إطاراته…الدكتور بلحاج يؤّرخ بامتياز للعمل النقابي بوهران

شارك المقال

احتفل اليوم صباحا الإتحاد العام للعمال الجزائريين فرع وهران بمعية كل العمال و الإطارات النقابية و المتقاعدين بمناسبة مزدوجة و هي توديع شهر الصيام و القيام و استقبال عيد الفطر المبارك , و كذلك ذكرى الفاتح من شهر ماي حيث استبشر القائمون على هذه التظاهرة بازدواج الموعدين و اعتبروه فأل خير على الطبقة العمالية بوهران و الجزائر عموما .

  بداية اللقاء الذي حضره جمع غفير من العمال و النقابيين استهله الأمين الولائي السيد بوجمعة بن جيمة بالتذكير بمناقب العمل النقابي و كذلك المكاسب التي حققها الإتحاد من خلال مدافعته على حقوق العمال من خلال العمل الميداني و الوقوف على كل احتياجاتهم , حيث لم يبخل الإتحاد على الرقّي حسبه بالطبقة العمالية من خلال تعريفهم بحقوقهم و واجباتهم و ذلك بتنظيم ملتقيات و ندوات خصيصا لهذا الأمر .

و خلال مداخلة ثانية راح رئيس نقابة الأئمة بمدينة وهران السيد عبيدي عبد العزيز يشرح البعد الديني للعمل في الإسلام و تفضيل الله تعالى العبد المؤمن العامل على غيره و قدسية العمل و احترام العلاقات في ميدان العمل , و نوّه بجهود الإتحاد العام للعمال الجزائريين في الدفاع عن العامل و حقوقه و كرامته .

و كان صاحب المحاضرة التي أخذت حصة الأسد الدكتور محمد بلحاج من قسم التاريخ بجامعة وهران الذي أرّخ من خلال تناوله الكلمة للعمل النقابي قبل الثورة التحريرية المباركة و أثناءها , حيث نفض من خلال مداخلته الغبار على أسماء كان لها الفضل في تجسيد العمل النقابي و الدفاع عن حقوق العمال الجزائريين بعاصمة الغرب في حين كان العامل الأوروبي هو صاحب المقام الأول و الرفيع .

لكن حسب المؤرخ محمد بلحاج استطاعت كوكبة من النقابيين الوهرانيين الذين ساهموا في إشعال الفتيل الأول لشعلة ثورة التحرير المباركة أن تصنع الإستثناء و تذود عن حقوق العمال الجزائريين الأمر الذي كلّفهم متابعات بوليسية من قبل الشرطة الإستعمارية و اعتقالات تعرضوا من خلالها لأصناف من التعذيب الوحشي .

و عرّج المتحدث من خلال شهادات بحثية أكاديمية على الغوص في تاريخ الإيجيتيا بوهران التي يقول بأن تأسيسها جاء استجابة للنداء الذي قام به عيسات إيدير و المكتب الوطني الأول لتوسيع القاعدة النضالية , و تم بذلك توسيع مجال الإنخراطات للعمال خاصة و أنه في تلك الحقبة كانت القضية عبارة عن منافسة نقابية مع اتحاد النقابات التابع للحزب الشيوعي الفرنسي و كذلك المركزية النقابية التي أسّسها مصالي الحاج .

و عليه و استنادا لهذه المعطيات قام عيسات إيدير بمعية عبان رمضان و بن يوسف بن خدة بتأسيس المركزية النقابية التي حملت تسمية الإتحاد العام للعمال الجزائريين , و التي عرفت بعدها تفّرع عبر إنشاء مكاتب في مختلف جهات الوطن حيث أن تأسيس النقابة بوهران كان بحي المدينة الجديدة العريق , و كان المكتب الجهوي الأول يضم أسماء من عيار بلقاسم سعدون محمد , ولدان طراري بن سليمان الهواري و كذلك بريكسي عبد الرحمن الذين أسّسوا اللبنة الأولى للعمل النقابي بمدينة وهران .

و بعد غوص الجميع في أروقة التاريخ النقابي بمدينة وهران حيث كانت محاضرة الدكتور محمد بلحاج بمثابة استقراء لماضي مجيد اقترن بالكفاح المسلح للشعب الجزائري من أجل نيل استقلاله ,  و أضاف في هذا المعترك رئيس منظمة أبناء المجاهدين الدكتور مراد غزالي الذي كان ضيف شرف لمنظمة الإيجيتيا لجريدة المقال بأن تضحيات المجاهدين الأباء يجب أن تخّلد في مجلدات و لا تترك سدى , و لهذا تنبري حسبه خلية التفكير التابعة لمنظمة أبناء المجاهدين فرع وهران في جمع هذه الشهادات و الأحداث من خلال تجسيدها في عمل كتابي يحفظ للجزائر ذاكرتها و كرامتها .

و اختتمت إحتفالية الفاتح من ماي لهذه السنة بتكريم قدامى النقابيين كنوع من الإعتراف و العرفان لمجهودات هؤلاء في خدمة حقوق العمال و الوقوف على احتياجاتهم , كل ذلك تم و تعاهد الجميع على أن يبقوا على العهد و الوفاء لتضحيات من سبقوا و حمل المشعل لكسب المزيد من الحقوق عبر تذليل المزيد من العقبات .

 

Share on facebook
Facebook
Share on telegram
Telegram