ما قل ودل

فرنسيون أسرى لدى الجزائريين و عاهل الإنجليز خادما مطيعا للعرب…ليت الزمان يعود يوما و نخبره إلى ما صرنا عليه

في يمين الصورة عملية بيع الأسرى الفرنسيين و في الشمال رسالة ملك إنجلترا

شارك المقال

مقالنا اليوم سوف نعّرج به  على أيام زمان و بالضبط أيام العّز , أين سنسرد حقائق تاريخية سوف يصنفها البعض دونما شك في خانة المبالغة فهناك حقّا من يوّد طمس التاريخ كي يعيش حاضرا يتمنى بقاءه لحاجة في نفس يعقوب لا يعرفها إلا المعنيون بالأمر .

نحن بلا فخر في هذا الركن نثبت و بالدليل أن دولة الجزائر البحرية كانت دولة عدل و كانت مسيطرة بحق على البحر المتوسط , حتى أن غنائم ريّاس البحر في ذلك العهد لم تكن النفائس من الأشياء فقط بل كان الأوروبيون أنفسهم يباعون عبيدا في السوق بالجزائر .

و تشير الأبحاث التاريخية أن الأسرى الفرنسيين كانوا السلعة الرخيصة حيث لم يكن يفتديهم أحد من مواطنيهم , و لذلك كانوا يساقون للخدمة في ديار الأشراف الجزائريين كنوع من السجن الرحيم , و لهذا كان الإستعمار الفرنسي عندما غزى الجزائر و استباح أرضها يستذكر أجداده عندما كانوا يكنسون أركان بيوت الجزائريين و يقصّون أوراق أشجار حدائقهم و هو ما جعلهم ينتقمون من حضارة دانت لها رقابهم لقرون من الزمن .

و في الصورة المرفقة مع العمود اليومي ليومية “المقال” و التي دوّنها الكتاب الفرنسيون محاكاة لعملية إفتداء الأسرى الفرنسيين من قبل القساوسة الذين كانوا يحضرون عملية التسليم كنوع من الإسترضاء العاطفي لحكام الجزائر حينها .

و المثال الثاني لإذعان رقاب الأوروبييين للأمة العربية و الإسلامية نستقيه عبر رسالة خطية لا تزال موجودة لحد الآن في متحف قرطبة الأندلسي , و التي أرسلت من البلاط الملكي البريطاني من الملك جورج الثاني إلى الخليفة الأموي هشام الثالث و صورتها مرفوقة بالمقال.

و اشتكى من خلال هذه الرسالة العاهل الإنجليزي ظلام الجهل في بلاده حيث توسط من خلال هذه الرسالة من أجل ابتعاث إبنة أخيه للدراسة في جامعة قرطبة و في طريقها تتعلم حسبه فنون الإيتيكيت و الأدب العربي من العائلات الأندلسية , و الملفت للإنتباه في الرسالة أن العاهل البريطاني أنهاها بعبارة “خادمكم المطيع” .

فأي عز كنا فيه أيام زمان , و نحن ما عسانا أن نقول في نهاية المقال سوى الإستشهاد بأبيات شعرية لأبو البقاء الرندي الذي عاصر سقوط الأندلس و تنبأ بأحوال الأمة العربية الإسلامية في القرون القادمة و التي تقول في مجملها  * لِكُلِّ شَيءٍ إِذا ما تَمّ نُقصانُ فَلا يُغَرَّ بِطيبِ العَيشِ إِنسانُ…هِيَ الأُمُورُ كَما شاهَدتُها دُوَلٌ مَن سَرّهُ زَمَن ساءَتهُ أَزمانُ * .

 

 

 

Share on facebook
Facebook
Share on telegram
Telegram