و نحن على عتبة الصيف الذي تشير كل المؤشرات المناخية على أنه سيكون ساخنا على سابقه إلا أن معظم الأوروبيين باتوا منذ الآن يفكرون في كيفية إمضاء فصل الشتاء المقبل مع تواصل تهديدات روسيا بقطع كلي لإمداداتها الغازية للدول المصطفة إلى جانب الحلف الأطلسي و الإتحاد الأوروبي و من بين أكثر المتضررين من هذا الجو غير المألوف جمهورية التشيك التي أصر بعض مسؤوليها بأنهم مستعدين لـ”حرق كل شيء” لتأمين الدفء والكهرباء في حال انقطاع الغاز الروسي .
و ذلك ما جاء حرفيا على لسان مفوض الطاقة التشيكي فاتسلاف بارتوشكا في تلميح منه على أن الإتحاد الأوروبي و كذا تطمينات الأمريكان بتعويض الإمدادات الروسية ما هو إلا كلام خرج من الأفواه فقط أما الحقيقة ستكون خلال سقوط أولى زخات للأمطار و حبات البرد و الثلوج و الإنخفاض المحسوس لدرجات الحرارة في تشيكيا المعروفة بتدني حرارتها إلى ما تحت 50 درجة مئوية .
بالمقابل و رغم أن وكالة “بلومبيرغ” تكون قد ذكرت نقلا عن بيانات شركة “فورتسكا” التحليلية، أن حصة روسيا في إمدادات الديزل إلى أوروبا لا تزال مرتفعة، على الرغم من العقوبات ومساعي التخلي عن موارد الطاقة الروسية إلا أن المخاوف لا تزال سارية المفعول في حالة تنفيذ روسيا وعيدها و قطع إمدادات الطاقة و هذا ما سيجر أوروبا لعصر ما قبل إختراع الآلة البخارية من قبل جيمس وات , و هو ما يعني عودة السكان لممارسة رياضة الدراجات .
و الحديث عن أزمة الغاز تقودنا نحو السويد التي بدأت تحذو حذو الدانمارك من خلال انتهاجها خطة طوارئ تحسبا لاضطراب إمدادات الغاز , حيث أطلقت السلطات السويدية خطة مستعجلة لتزويد المستهلكين بالغاز، تحسبا لاضطراب الإمدادات .
و أمام هذا الوضع المقلق الذي تعيشه أوروبا و مختلف قطاعاتها الإقتصادية جددت شركة “إيرباص” الأوروبية مناشدة الاتحاد الأوروبي عدم حظر استيراد التيتانيوم الروسي، الذي تعتمد عليه صناعة طائراتها , حيث إن حدثت هذه القطيعة يعني إقلاس شركة إيرباص و إحالة مئات الآلاف إلى البطالة .
و في حين باتت أوروبا المنضوية تحت لواء الناتو تحسب ألف حساب لما سيجري لإقتصاداتها مستقبلا جرّاء القطيعة مع نظام الكرملن , حمّلت الألمانية سارا فاكنكنيخت نائبة البوندستاغ عن حزب اليسار، بعض الدول الغربية مسؤولية جزئية عن اندلاع الأزمة في أوكرانيا من خلال كما وصفته بالتدخل غير المشروع لحلف الناتو في شؤون روسيا .