ما قل ودل

مالم يقله محمد السادس في خطابه

شارك المقال

بقلم يحى خليل

من تابع خطاب محمد السادس يتبين له أنه لم يخص بالذكر دولة باستثناء الجزائر التي نالها بالمدح والذكر الحسن وناشد شعبها وقيادتها بطي صفحة الخلافات بين الشعبين اللذين يشتركان في ذات المصير التاريخي والإنساني -على حد وصفه- مشدداً بالقول “نحن لم ولن نسمح لأي أحد، بالإساءة إلى أشقائنا وجيراننا” ودون شك , الجيران المحظوظون بهذا الكلام المعسول هم نحن الجزائريون.

ولا يحضرني في هذا المقام أبلغ من المثل المصري، و بالمناسبة كنت أتمنى أن يكون هناك مثل أو حكمة جزائرية بذات المعنى حتى يكون ردنا جزائرياً خالصاً ولكن بيننا وبين المصريين فعلاً حب وود ومصير مشترك، لذلك لابأس من استعارة هذا المثل الجميل من عندهم: ” أسمع كلامك , أصدقك , أشوف أمورك , أستعجب!” .

ياجلالة الملك محمد السادس , لا رابط بين ماجاء في خطابك بمناسبة عيد ” العرش” وواقع تصرفات نظامك الذي لايدخر جهداً لضرب الجزائر في وحدتها الترابية.

مالم تقله يا أمير المؤمنين أن خطوة التطبيع مع ذاك الكيان الذي نتعوذ منه بمثل تعوذنا من الشيطان الرجيم لم يكن مجرد تطبيع على ورق أو مجرد تطبيع ظرفي، بل هو بداية للتحالف ضد دولة تشتركون معها في ذات المصير المشترك كما تقول، ودلالات ذلك لاتخفى على أحد، كان آخرها زيارة منذ أيام لرئيس أركان الكيان المغتصب أم أن الرجل جاء لزيارة ضريح جده الأول عندكم؟!.

أخبرنا ونورنا لعلنا نعفيك من المساءلة!! ياجلالة الملك، تهديدات المسؤولين الإسرائليين للجزائر لم تأت إلا من قصرك وقصر حكومتك وأنت تقف متفرجاً ومعجباً ومزهواّ بماتسمعه من هؤلاء القوم وتطاولهم على دولة تشتركون نفس الحدود معها كما تزعم، أم أن هذا كذلك كذب وافتراء على مقامكم الرفيع؟!.

أعلمنا أن تلك المنابر لم تكن منابر مغربية مفتوحة للصهاينة ليصولوا ويجولوا في تنطعهم على الجزائر!! ياسليل الدولة العلوية كما تدعي! مالم تقله في خطابك أن دبلوماسيتك لم تتوقف لحظة للتحريض ضد الجزائر من بوابة حليفك الآخر في أوروبا , إسبانيا التي تحاول تأليب الإتحاد الأوروبي لعل وعسى يتكرم عليك حلف الناتو بضرب دولة تقولون أن شعبها شقيق وأخ ومابينكم وبينهم لاتفرقه حدود مغلقة.

وتزعمون أن الجزائر تعادي أوروبا وأمريكا بدعمها للروس في أوكرانيا، وأنها تتحالف مع إيران الدولة المنبوذة على المستوى الدولي على حد قولكم.

ولو كان لكم وعي بعلاقات الدول وارتباطاتها لأدركتم أن الجزائر دولة كغيرها تقف إلى جانب مصالحها دون أن تضر بمصالح الآخرين أو تتدخل في شؤونهم كما تفعلون.

يا أمير المؤمنين! من يحرض الأفارقة في كل مناسبة ضدنا؟! و من يحتفي بهزيمة كروية لمنتخبنا كأنه انتصار الكافرين على المسلمين؟! ومن يهرب المخدرات عبر حدودنا؟! ومن اتهمنا قبل مدة بأننا نأوي قيادات العصابات المسؤولة عن تهريب المهاجربن غير الشرعيين؟!.

فاض الكأس أيها الملك المسالم والطيب , كما وصفك أحد الكتاب المنتفعين عندك , ولم نر منك لاطيبة ولاسلم ولامسالمة، ومانريده وتريده القيادة الجزائرية أمر بسيط وبديهي , أن تكفوا شركم عنا أما رغبتكم في أن نكون وأنتم يداً واحدة؟ فهذا من باب المستحيلات حالياً فنحن لانرضى أن نكون والصهاينة في موضع واحد!

________

توضيح لابد منه…لا أستسيغ لنفسي مخاطبة أيٍّ كان بمقام الجلالة والملك ووصف منصبه بالعرش , فتلك أوصاف لا أراها تليق بأحد من البشر مهما علا مقامه. ولكن أحسب أن ماقلته من باب التوضيح وإلا فحتى وصف أمير المؤمنين لايليق بمن تمتهن مملكته تجارة الجنس و المخدرات مصدر دخل له ولشعبه.

Share on facebook
Facebook
Share on telegram
Telegram