ما قل ودل

أمام تواضع المنتوج الكوميدي لرمضان هذا العام…الجماهير تحّن للأعمال الفنية لأيام زمان

سلسلة شعيب الخديم تبقى من الأعمال الخالدة في أرشيف الأعمال التلفزية

شارك المقال

تجمع الجماهير الجزائرية على أن المنتوج الكوميدي لرمضان هذا العام لم يكن بالشكل المرغوب أو الذي توّقعه المشاهدون نظرا لتواضعه حسب أراء معظم من تابع هذه الأعمال على مختلف القنوات العمومية و الخاصة.

فيرى المشاهدون الذين التقطت جريدة “المقال” انطباعاتهم,بأن حجم الإنفاق المالي الذي عرفته معظم السكيتشات لم توازيه القيمة الجمالية لتلك الأعمال,حيث ساد حسب بعض المشاهدين الملل نظرا لعدم تمّكن الممثلين من إيصال الرسالة الفكاهية للمشاهد بالطريقة المرجوة.

و ذات الإنطباع كان موازيا لما جرى تماما في رمضان من السنة الفارظة,حيث تحّسر معظم من التقتهم جريدة “المقال” على الأعمال التلفزيونية لأيام زمان مثل سلسلة “شعيب الخديم” و “عايش بالهف” التي أبدع الممثلون من خلالها و على رأسهم الراحل “صراط بومدين” في إيصال آهات المواطنين في قالب فكاهي يرّفه عن المشاهد من جهة و يعرض مشاكله الإجتماعية بطريقة كوميدية من جهة موازية.

و نفس الشيء بالنسبة لسلسلة بلاحدود و أيضا ثلاثي الأمجاد التي بقت في أرشيف الأعمال الخادة للتلفزيون الجزائري,و التي عالج من خلالها الممثلون رفقة كتّاب السيناريو و المخرجون الحياة اليومية و همومها للمواطن,و في نفس الوقت كانت بمثابة أداة لعرض المشاكل على المسؤولين بطريقة سلسة.

حيث تعّرضت هاته الأعمال لمشاكل البيروقراطية و الحقرة و البطالة و كذا مشاكل المهاجرين خارج الوطن بقالب كوميدي ساخر أبدع من خلالها عنتر هلّال و شلته من القسنطينيين,و كذا مصطفى هيمون و المرحوم حزيم محمد و رفيقهما حميد شنين بمعية الراحل قندسي و ماما مسعودة و البقية المتبقية في فّك رموز هذه المشاكل بلغة بسيطة مبّسطة يفهمها المواطن و تكون رسالة للمسؤول.

و الملاحظ و المتمّعن في التمييز ما بين أعمال الماضي و الحاضر,هو عدم التكافؤ في الميزانيات و كذا مرتّبات الممثلين.ففي السابق يقول “مصطفى غيرهاك” الذي كان ضيفا على حصة رمضانية عرضت على قناة الشروق العامة بأن سلسلة “بلا حدود بكاملها” خلال الشهر الفضيل لم تتعّد ميزانيتها مبلغ ثمانية ملايين سنتيم بينما لم يتعّد دخل الممثل 70 دينار عن كل حلقة.

بالمقابل نرى اليوم البذخ الذي تعرفه الأعمال التلفزيونية المدّعمة بالريع الإشهاري لمختلف الماركات و السبونسور من الوزن الثقيل,لكن يبدو أن لحد الآن الرسالة لم تصل بوضوح للجمهور المتلّقي الأمر الذي يجعل تلك الأعمال تمر تحت المجهر من أجل إيجاد الخلل و معالجة الأمور كي تعود الثقة مجددا بين الملقي و المتلقي.

و ربما يكون ذلك في رمضان المقبل فمن يدري في انتظار استقامة ظل الكوميديا الأعوج نرجو من القائمين على الأعمال أن يكونوا ذوو صدر رحب لانتقاذات جريدة “المقال” فبدون انتقاذ لا يكون هناك تقدم و ذلك هو المنطق السائد في عالم الركح و السينما على حد سواء.

Share on facebook
Facebook
Share on telegram
Telegram