أصبح الإعلام العالمي الذي طالما تشدق بنقل الحقائق كما هي و كان يعيب على دول العالم الثالث بعدم الشفافية و إعطاء الصورة نوعا من الضبابية يشرب من نفس الكأس التي طالما كان يعيبها.
و هذه المرة لم يحتاج العالم لمنظمات دولية خاصة باحترام حرية الإعلام كي تكشف المستور,كما تفعل المنابر الإعلامية العالمية التي تضع نفسها و طواقمها مع علية القوم عقب كل تصنيف عالمي,بل جاء الخبر اليقين من داخل هاته المؤسسات المرموقة,أين ظهر زيف تعاملها الفوقي بينما ترآى للعالم ما خفي من الداخل و الذي كان أعظم.
فقنوات من أمثال TV5 monde و ال bbc ما فتئت تقدم الأمثلة الأسوأ في تعاملها مع نقل الأخبار ,حيث تكّشفت سوءات القائمين على هاته المنابر الإعلامية التي تحّزبت لنصرة قوى الظلام ضد آهات المظلومين,و رغم محاولة تلك القنوات و من على شاكلتها إخفاء عنصريتها و التمييز الذي ظلت تحمله معها أينما ذهبت لتغطية الأخبار,إلا أن الحرب في غزة كشفت المستور من الداخل.
أين اضطرت هاته المنابر الإعلامية على إظهار حقيقتها,حيث لم تقبل أراء العاملين بها من إعلاميين فمجرد إبداء الرأي و التعاطف مع مظاليم غزة معناه تلقي تحذيرات و توبيخات من قبل إدارات هاته القنوات,و ما حصل مع المذيع محمد قاسي من قناة TV5 monde لخير دليل,إضافة إلى الشكوى التي قدمها جملة من الإعلاميين بقناة bbc الذين رفضوا عسكرة القناة لصالح طرف واحد في الحرب.
و يبدو أن هاته القنوات خلال حرب غزة أظهرت من خلال تحزبها للكيان الإسرائيلي طبيعة خطها الإفتتاحي التي طالما أرادت عبثا إخفاؤه عن المتتبعين,و يبدو أن الأفارقة الذين ينعثهم العالم الغربي دوما بالتخلف كانوا أكثر فطنة من غيرهم حين طالبوا بطرد هاته القنوات من أراضيهم,لأنه حسبهم الفرقة و الحروب التي حدثت في بلدانهم كانت بسببهم.
و يبدو أن نظام العولمة و حروب الجيل الرابع التي ابتدعها العالم الغربي دارت بها الرياح أين لا تشتهيها سفنهم,و سيظلون كذلك لأنهم ببساطة آثروا رأيهم على الرأي الآخر.