خسرت إسرائيل بعد انبطاحها عسكريا و إعلاميا و دبلوماسيا في قطاع غزة على ما يبدو صفقة سرية ثانية كانت تنوي من خلالها مضاعفة مصادر اقتصادها,الذي بدأ يتهاوى بعد تعافي المقاومة الفلسطينية ووقوفها بمبدأ الندية غير المعهودة أمام الكيان الصهيوني.
و يبدو أن الحوثيون بقصد أو عن غير قصد,استطاعوا أن يكشفوا خيوط مؤامرة اقتصادية تشارك من خلالها إسرائيل لأجل فك الخناق عليها لزيادة حجم صادراتها ووارداتها التجارية,حيث تسعى حكومة “ناتنياهو” لإحياء طريق الحرير الجديد الذي يربط الصين بدول عربية في حال تطبيع العلاقات بشبكة سكك حديدية يمكن أن تمتد إلى إسرائيل بالإضافة إلى روابط بحرية مع الهند.
و على نقيض تجسيد هذا المشروع,تعيش إسرائيل في الوقت الراهن على وقع تبعات قصفها الهمجي لقطاع غزة,حيث باتت سفنها التجارية التي تجوب مضيق باب المندب عبر البحر الأحمر على مرمى عمليات قرصنة,بدأت بالإستيلاء على السفينة التجارية العملاقة “جلاكسي”,و من بعدها ناقلة النفط التي تم احتجازها يوم أمس.
للإشارة أن قوات الحوثيين هددت مرار و تكرار بالإستيلاء على أي سفينة إسرائيلية أو يكون مالكها إسرائيلي بمجرد دخولها للمياه الإقليمية لمضيق باب المندب في حال عدم إيقاف العمليات العسكرية في قطاع غزة.
و بالتالي تكون إسرائيل عقب موجة القرصنة البحرية الجديدة التي تستهدف سفنها هي القنبلة الموقوتة التي ستفجر مشروع طريق الحرير الجديد,و بالتالي ستكون مجبرة من أي وقت مضى للرضوخ لشروط المقاومة الفلسطينية ووقف الحصار الغاشم على غزة,و أما غير ذلك فيعني أن الإفلاس الإقتصادي سيكون من نصيب الكيان الغاصب.
و بشأن مشروع طريق الحرير الجديد أفادت مصادر أوروبية، أن ذلك سيترافق مع إقامة منشآت للطاقة، خصوصاً لإنتاج ونقل الهيدروجين الأخضر، فضلاً عن كابل بحري جديد لتعزيز الاتصالات ونقل البيانات.
ويهدف هذا المشروع حسب من يريدون تجسيده إلى تحسين العلاقات التجارية بين آسيا وأوروبا وإفريقيا وحتى خارجها، من خلال بناء الموانئ والسكك الحديدية والمطارات أو المجمّعات الصناعية، ممّا يسمح للعملاق الآسيوي بالوصول إلى المزيد من الأسواق وفتح منافذ جديدة أمام شركاته.