ع.خضرة
انطلق مشروع إنجاز محطة تصفية المياه القذرة بوادي تليلات لحل مشكل صرف هذه المياه ببحيرة أم غلاس وما يصاحبها من مشاكل بيئية كبيرة خاصة نفوق أسماك الشبوط النادرة كل سنة.
وحسبما صرح به الوالي سعيد سعيود فإن المحطة تصفي يوميا 20 ألف متر مكعب وتغطي 160 ألف سكن بوادي تليلات والمناطق المجاورة لها، مضيفا أن المشروع مدته 22 شهرا وتتجاوز نسبة أشغال 20 بالمائة.
تأتي هذه الإجراءات لتفادي سيناريو العامين الماضيين اللذين نفقت فيهما أكثر من 350 سمكة ببحيرة أم غلاز بوادي تليلات بعد انخفاض منسوب المياه خلال فصل الصيف.
وقد عززت السلطات الولائية والمحلية الخرجات واتخاذ عدة قرارات لحماية الثروة السمكية. كما تم فتح تحقيقات في نفوق الأسماك بهذه البحيرة. كما تنقلت اللجنة الولائية لمتابعة ثلوث الأوساط الطبيعية للمياه السطحية إلى بحيرة ضاية أم غلاز بدائرة وادي تليلات الشهور الماضية بطلب من والي وهران إثر تلقيها معلومات مفادها نفوق مئات أسماك الشبوط الملكي.
حيث قامت اللجنة بمعاينة الأماكن التي نفقت بها حوالي 350 سمكة بالمنطقتين الوسطى والغربية للبحيرة. يجدر ذكره أن نفوق الأسماك يحدث للسنة الثالثة على التوالي وفي نفس التاريخ تقريبا، و في نفس الظروف المناخية المتميزة بارتفاع درجة الحرارة نسبيا.
وترجح حادثة النفوق إلى ارتفاع درجات الحرارة المسجلة محليا والتي أدت إلى تراجع منسوب المياه، و عدم السماح بممارسة الصيد على مستوى البحيرة الأمر الذي أدى إلى ارتفاع عدد الأسماك وتكاثرها، مما أخل بالتوازن الايكولوجي للبحيرة و نقص الأوكسجين، إضافة إلى ازدهار الطحالب المائية، ما نتج عنه إفراز بكتيريا سامة مضرة بالسمك.
فالطحالب تعتبر ثاني غذاء بعد البعوض لسمك الشبوط. ويؤدي هذا الازدهار أيضا إلى استهلاك معتبر لنسبة الأوكسجين المتواجد بالمياه وعدم وصول أشعة الشمس إلى قاع البحيرة اللازمة لحدوث عملية البناء الضوئي.
كما أن عدم وجود محطة لتصفية المياه المستعملة على مستوى التجمعات السكانية لدائرة وادي تليلات والتي تصب مباشرة في البحيرة دون أي معالجة “المصب الوارد من وادي تليلات صوب الجهة الشرقية للبحيرة من الأسباب المؤدية لنفوق الثروة السمكية”.