ما قل ودل

عانت من نفس الحيلة الإستعمارية…الجزائر ضد تهجير الفلسطينيين

السفير عمار بن جامع أثناء مرافعته عن عدم تهجير الفلسطينيين

شارك المقال

وقفت الجزائر باعتبارها عضوا غير دائم موقفا بطوليا ضد تهجير الفلسطينيين من أراضيهم,واستطاع ممثلو بلد المليون و نصف مليون شهيد الإنحياز كالعادة قلبا و قالبا للشعب الفلسطيني الأعزل.

و استطاعت الجزائر عقب هذا التصرف النبيل إضافة إلى تعبيرها عن اشمئزازها للقصف الأميريكي البريطاني الذي تتعرض له اليمن,أن تلّمع مرة أخرى صورتها على صعيد الدبلوماسية العالمية.

و على عكس العديد من الدول خاصة التي ألفت التطبيع مع الكيان الصهيوني, صدحت الجزائر عبر ممثلها في مجلس الأمن الدولي السفير عمار بن جامع بأن السكوت عن ما يجري في قطاع غزة يعتبر تواطؤا.

و يعود رفض الجزائر للخطة الجهنمية الصهيونية حول التهجير القسري للفلسطينيين إلى المساحات الجرذاء التابعة لدول الجوار, إلى سابق ما عاناه بلد المليون و نصف مليون شهيد مع الإستعمار الفرنسي, الذي اعتمد بعد إخماذ الثورات المسلحة على تفريق جموع الثائرين عبر إعادة توزيع انتشار القبائل عبر ربوع الجزائر.

كما اعتمدت فرنسا الإستعمارية أيضا على تفريق شمل الجزائريين بنفي الأسماء البارزة من الثوار على غرار الشيخين المقراني و الحداد و غيرهم من أتباع الأمير عبد القادر نحو مستعمراتها البعيدة بدءا بكاليدونيا الجديدة و كذا غوييانا و تخوم الشام, أين يعيش لحد الآن أحفاد الجزائريين الذين لم ينسوا أبدا أصولهم و سبق للجزائر أن نظمت لهم رحلات جمعتهم بعوائلهم الأصلية في الجزائر.

لذا فإن حيلة التهجير القسري رفضتها منذ البداية الجزائر بالنسبة للإخوة الفلسطينيين قلبا و قالبا,فقبول هكذا افتراحات معناه انتصار الصهاينة و تفريغ قطاع غزة من شرارته الثورية و معناه أيضا تجسيد مبدأ اللاعودة للبلد الأم.

فالجزائر تعي جيدا أن أي ترحيل قسري يجري للفلسطينيين حاليا معناه سقوطهم في فخ اللاعودة مثلما جرى لعرب 48 و ما جرى لفلسطينيي النكبة من ذي قبل.

للتذكير أن الجزائر تأسفت أمام مجلس الأمن للعدد المهول للضحايا الفلسطينيين الذي شارف على أكثر من 23 ألف شخص، منهم أكثر من 10 آلاف طفل و خاطبت الجزائر عبر ممثلها عمار بن جامع ضمير المجتمع الدولي عن سّر السكوت المطبق على ما يجري للإخوة الفلسطينيين بنبرة أسى في طيها صيحة غضب.

Share on facebook
Facebook
Share on telegram
Telegram