العنوان الذي اخترناه ليكون رأس مقالنا اليوم لا يزال معناه ينطبق على الواقع المعيش إلى يوم الناس هذا, فالغرب رغم تصادماته مع العالم الإسلامي منذ أولى بوادر الفتح التي طالت الإمبراطوريات الشاسعة بدءا بالروم و الفرس و مرورا بمختلف الصراعات لعل أبرزها الحروب الصليبية و حتى الموجات الإستعمارية الحديثة.
و رغم أن التاريخ يظهر أن تلك الصراعات كانت نتائجها سجال ما بين المعسكرين الإسلامي و الغربي, إلا أنه تمة لغة اعتراف دوما بأسماء القادة و الثوار بالنسبة للعالم الغربي, حتى و لو كانوا يصنفون كالعدو رقم واحد بالنسبة للغرب في كل الفترات.
و غير بعيد عن يوم أمس و أنا أتصفح إحدى المجلات السياحية الإسبانية التي كانت تروج لمدينة لوشة, شاهدت أحد رموز المدينة التي ينصح الإسبان السياح بزيارتها و هو تمثال “إبراهيم العطار”, الذي بالرغم من أنه كان خصما عنيدا للإسبان خلال معركتهم الأخيرة لاسترداد غرناطة آخر معاقل المسلمين في الأندلس.
حيث لم يخلد الأسبان ذكر أي من ملوك الطوائف المتخادلين الذين ساعدوهم على احتلال الأندلس، لكنهم صنعوا تمثالا لهذا القائد العربي المسلم الذي قاومهم بشدة…!!
ففي مدينة (لوشة) الإسبانية يوجد تمثال قائد جيش غرناطة العربي المسلم “إبراهيم العطار” والذي رفض الاستسلام عام 1492م، قاتل مع 100 مسلم فقط ضد 65000 جندي من جيش قشتالة الصليبي.
في ملحمة أبهرت الملكة “إيزابيلا” وقادة جيشها بعد صمود “إبراهيم العطار” ورجاله أمام جيش جرار لنصف يوم كامل…!!..فسموه بالرجل الأسطورة، وسموا أبناءهم على اسمه، وصنعوا تمثالا له تخليدا لذكراه، ووضعوا سيفه في متحف غرناطة.
و من حينها إلى زمننا هذا تشابهت الظروف مع اختلاف الشخصيات بطبيعة الحال, فكم خلد الغرب من أمثال إبراهيم العطار على غرار صلاح الدين الأيوبي و نور الدين زنكي و الأمير عبد القادر و عمر المختار و العربي بن مهيدي و غيرهم مما وضعت لهم التماثيل و ألفت بشأن مشاويرهم الكتب و القصص و النوادر.
لكن لن نجد بطبيعة الحال إسما تم تخليده كان قد ساعد الغرب في الإبقاء عليه مستعمرا في أرض إخوانه, بدءا بعبد الله الصغير الذي سلم مفاتيح غرناطة و أيضا من باع سبتة و مليلية للإسبان…و هلم جرا من المتخاذلين الذين لا يزالون يلعبون نفس أدوار الندالة لحد الآن.