بعد وقوع نظام المخزن في فلك الممنوع و قيامه بإرشاء البرلمانيين الأوروبيين بحجة تغاضيهم عن ملف الصحراء الغربية, و التي عرفت بقضية “موروكو غايت”, هاهو المغرب يواصل لعبته المفضلة في تقديم الرشاوي لكن هذه المرة بضلوعه في استمالته للإعلام لنفس الغرض الدنيئ.
فكل شيئ أضحى لنظام المخزن مباح و المهم في ذلك التضييق على قضية الصحراء الغربية العادلة, فها هو المغرب للمرة الألف يتم اقتياده لأروقة المحاكم, و التهمة هذه المرة هي إرشاء الصحفي الفرانكو-مغربي رشيد ميباركي الذي استغل منصبه في إحدى القنوات الفرنسية -BFM- و راح ينفذ أجندة مشغلينه بكل أريحية.
لكن يبدو أن استئناسه الوضع لم يكن ليمر بسلام حتى فاحت رائحة المكر و الخديعة, أين تم فصله من قناة “بي أف أم تي في” شهر فيفري 2023 وذلك بسبب “خطأ خطير” بعد نشره تقارير إخبارية مغلوطة منها تلك المنحازة لطرح نظام الرباط حول الصحراء الغربية.
و لم يكتمل الوضع عند هذا الحد بل تبين فيما بعد عقب تحقيق أمني, أن المعني كان يتلقى من لدن نظام المخزن مبالغ مالية مقابل كل معلومة تضليلية,حيث اعترف أنه كان يتلقى مبالغ تتراوح ما بين 6000 إلى 8000 يورو مقابل اللغط الإعلامي مثلما جاء على صفحات جريدة “لوباريزيان”.
و يبدو أن قضية ميباركي سوف تنبش في العديد من القضايا المتورط فيها المغرب بفرنسا, خصوصا أن رئيس لجنة التحقيق البرلمانية حول التدخلات الأجنبية بفرنسا يكون قد رفع دعوى قضائية ضد الصحافي المغربي بتهمة “شهادة الزور”, بعد اعترافاته للشرطة بتلقيه مبالغ مالية مقابل بث أخبار مضللة, وكان قد نفى ذلك سابقًا أمام اللجنة البرلمانية.
و تشير آخر الأخبار أن نظام المخزن قد استنفر عودة ميباركي نحو أراضيه, حيث تفيد مصادر أن المعني بصدد فتح قناة جديدة تكون بمثابة تكريم المغرب له نظير خدماته شبه استخباراتية التي كان يقوم بها على الصعيد الإعلامي.
و عقب سقوط إسم الصحفي المغربي في فلك الممنوع, ها هي التحقيقات الأمنية تفيد بانتزاعها اعترافات من قبل أشخاص فرنسيين نافذين مفادها أنهم كانوا يدفعون لذات الشخص من أجل تغليط الرأي العام, و من بين هذه الشخصيات “جان بيير ديتيون” المتخندق ضمن لوبي صهيوني.
للإشارة أن نفس اللوبي يكون قد تورط سابقا مع كاتب مغربي اسمه نبيل النصيري خلال أكتوبر 2023, الذي تم إيداعه السجن بفرنسا بتهمة التآمر مع دولة أجنبية مقابل تلقي رشاوي. العجيب في القصة هو أن المتورط الفرنسي مع المجموعة الاسرائيلية جان بيير دوثيون هو نفس الاسم الذي كان يشغل ويمول رشيد مباركي في قناة BFMTV لنشر أخبار مضللة.