ما قل ودل

تسير على خطى الفلسطينيين و الصحراويين…تكساس تطالب بتقرير المصير

شارك المقال

تسير ولاية تكساس الأمريكية بخطى منطق التمّرد على الحكومة الفدرالية الأمريكية الأم, حيث انتابت ذات الولاية في الآونة الأخيرة النزعة الإنفصالية بسبب عدم تفاهم مسؤولي تكساس مع نظرائهم من حكومة بايدن.

و تعود بذور الخلاف إلى سوء تفاهم حول قضية الهجرة التي باتت تعاني منها تكساس, أين يرى مسؤولو الولاية التي تقع في الجنوب الغربي من الولايات المتحدة غير رؤية الإدارة المركزية خصوصا ما تعلق بقضية المهاجرين و قضية الحدود.

و يبدو أن الأمور مرّشحة إلى ما لا يحمد عقباه بين الطرفين, حيث إضافة إلى مناداة سكان تكساس بالإنفصال عن الولايات المتحدة, بدأت المباني الإدارية في رفع علم تكساس دون العلم الفدرالي كتصّرف ندّي ضد حكومة جو بايدن.

وقال حاكم ولاية تكساس الجمهوري غريغ أبوت بشأن هذه القضية، أن ولايته تواجه “غزوا”، وتحدّى قرار المحكمة وغرد على منصة إكس، قائلا: “ستواصل تكساس ممارسة حقها الدستوري في حماية حدودنا الجنوبية والدفاع عنها”.

و توازيا مع اندلاع هذه الأزمة الإنفصالية دخل رواد منصات التواصل الاجتماعي كطرف ثالث, أين غرد معظمهم بشرعية مطالب ولاية تكساس في تقرير مصيرها الانفصالي, بينما اعتبر آخرون أن خروج تكساس من النظام الفدرالي معناه بداية اندثار الولايات المتحدة التي طالما كانت سيدة على مبدأ الأحادية القطبية.

وردا على تصعيد حاكم تكساس، نشر الرئيس الأميركي جو بايدن بيانا على منصة “إكس”، قال فيه إن إدارته بدأت مفاوضات مع أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، من أجل معالجة المشكلة بشكل جدي”.

و يبدو أن أمريكا التي طالما حرضت على تزكية الحركات الانفصالية في بلدان أخرى على غرار يوغسلافيا و الإتحاد السوفياتي و تيمور الشرقية سابقا, بدأت تذوق وبال سياساتها التفريقية ما بين الشعوب, حيث تفيد آخر الأخبار أن عدوى النزعة الإنفصالية التكساسية يمكنها أن تنتقل وجهة ولايات أخرى, و هو ما ينذر بزوال الولايات المتحدة التي طالما كانت سيدة العالم بعد نهاية الحرب العالمية الثانية.

و يشبه ما يقع لأمريكا في الوقت الراهن تماما ما يعيشه الشعبين الفلسطيني و الصحراوي الذين يحاربان من أجل الحصول على حق تقرير مصيريهما من الإحتلالين الإسرائيلي و المغربي…فحقا صدق من قال عشنا و شفنا.

Share on facebook
Facebook
Share on telegram
Telegram