وأخيراً تمكنت إسرائيل بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية وعدد من الدول العميلة بالتحضير لتصفية وانهاء عمل وكالة الإغاثة الدولية للاجئين الفلسطينين (الأونروا).
فبعد صدور قرار محكمة العدل الدولية بقبول شكوي دول جنوب افريقا بتهمة اتهام إسرائيل بالقيام بحرب إبادة جماعية في غزة ضد الفلسطينيين ، اعلن وزير الخارجية الإسرائيلي فجأة بعد صدور قرار محكمة العدل الدوليةً ، بأن بلاده ستسعى لمنع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” من العمل في قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، وذلك إثر اتهام إسرائيل بأن عدد من الموظفين في الوكالة الدولية شاركوا في هجمات السابع من أكتوبر.
ومن المعروف بأن المحكمة الدولية ذكرت بقرارها أن تصريحات ممثلي المنظمات الدولية بغزة أكدت بأن سكان غزة يتعرضون لظروف إنسانية كارثية بالبحث عن مأوى وغذاء وماء وعناية طبية، وبأنه لا يوجد مكان آمن للعيش في غزة وخاصة للأطفال والنساء.
وهذا ما اعتبرته إسرائيل تهمة بأنها ترتكب جرائم حرب وإبادة جماعية. ولذلك سارعت إسرائيل بالادعاء الكاذب والتزوير الفاضح عن مشاركة عدد من موظفي الأونروا .
وخلال نفس اليوم ، أعلنت بسرعة غريبة مجموعة من الدول تعليق مساعداتها للأونروا، ومنها الولايات المتحدة، وبريطانيا وكندا، وأستراليا، وإيطاليا، وبعد يومين انضمت كل من فلندا والمانيا واليابان وفرنسا ايضا بوقف دعم الأونروا مؤقتابل التحقق من صحته الخبر.
وبهذا تكتمل حلقات التعاون الإسرائيلي-الغربي الخفي بتصفية قضية اللاجئين الفلسطينين من خلال وقف مساعدة 1.2 مليون لاجئ بغزة في اصعب اوقات حرب الابادة ضدهم, وهذا يساعد إلى إجبارهم إلى الهجرة من وطنهم.
وطلب وقف عمل الأونروا ليس جديدا، وإنما كانت تنادي به إسرائيل منذ سنوات طويلة، ويهدف إلى إنهاء حق اللاجئين الفلسطينين التاريخي والمعترف به دوليا بحق المطالبة بالعودة إلى بلادهم التي أجبروا على الهجرة منها عام 1948( قرار الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة رقم 194/1948).
ونقلت الأخبار اليوم، بأنه تم اجتماع لمنظمات الاستيطان الصهيونية وبحضور 12 من وزراء الحكومة الإسرائيلية للتخطيط بإقامة مستعمرات في غزة بعد أن تم حتى الآن تهجير عدد كبير من سكان شمال ووسط غزة إلى جنوب القطاع في منطقة رفح المحدودة المساحة بجانب الحدود المصرية والتي لا يوجد فيها مكان كافي للعيش فيها.
وخلال الحرب الإسرائيلية البربرية المستمرة على غزة منذ 112 يوما ، دمر جيشها قسم كبيراً من منازل السكان والبنية الأساسية، ومنها المستشفيات والجامعات والمدارس والشوارع والمزارع ، وخاصة في شمال ووسط قطاع غزة حتى لا يستطيع سكان غزة العودة للعيش في منازلهم.
ومن المعروف أن إسرائيل ومعها شركات النفط الأمريكية والبريطانية ينتظرون منذ سنوات السيطرة على كميات الغاز الطبيعي الهائلة التي تم اكتشافها في بحر غزة.
باختصار ، إن الحرب البربرية والوحشية التي تشنها حاليا إسرائيل على الفلسطينيين في غزة والضفة الغربيةً وبدعم أمريكي مباشر وبمساعدة بعض الدول الأوروبية ، وتشمل تجويع وتشريد الفلسطينيين في غزة من خلال السماح بإدخال أقل المساعدات الإنسانية الضرورية لهم. ويضاف حاليا الخطة الشريرة بوقف الدعم المالي لوكالة الأونروا وإلغاءها ، تهدف حرمان الفلسطينيين اللاجئين من العيش بأمن وسلام .
وجميع هذه الأحداث الشريرة تساعد بسرقة ما تبقى من أرض فلسطين التاريخية وثرواتها الطبيعية أمام أنظار العالم الصامت على أكبر حرب وحشية بالعصر الحديث.